الجمعة، 19 يونيو 2009

حسين خليفه فى مواجهة امريكا بقلم مأمون الحجاجى

الامكنة ضاقت ولم يعد بوسعنا ان نطلق سراح خيول أحلامنا أبعد من خطوة واحدة فجيوش امريكا المرابضة في بغداد تتوعدنا. صرنا حيوانات أليفة­ أرجو ألا يغضب هذا الوصف احدا­ لأنها الحقيقة لامفر منها فبعضنا سلم للغزاة قواعده العسكرية رافعا يديه طالبا العفو والسماح. ومن دعوي ان اليهودهمم بناة الاهرامات الي الشرق الاوسط الكبير وضرورة غسل الارجل قبل النوم لاحيلة لنا سوي وضع الرؤوس في الرمال مثل النعام او التغني بحضارة الاندلس وقهر الصلييبين ودحر التتار. نحن مقهورون مقهورون.. لايملك احد منا عصا سحرية تجعل امريكا تندم علي غزو العراق وان تمنع هذه العصا شبح صدام من الحضور في الكوابيس للبعض فترتعش اطرافهم. المدعون قادرون علي بث الحلم في نفوس المترددين والاخذ بأيدي الحياري لبوابات الامال وانتشال المحبطين لدوائر التحقق دعونا نبحث عن هؤلاء المبدعين فهم أخر طوق نجاة والبقية الصامدة من حائط الصد عند ماتفشل المفاوضات والمؤتمرات والبيانات الختامية والتوصيات.المبدعون الحقيقون الذين لم تلوثهم العواصم بعوادم السيارات وببريق الشعارات والبث المباشر للفضائيات الذين مايزالون في اماكنهم بدو وجنوب وشواطئ ودلتا الجنوبيون مختلفون فهم صنف من خلق الله تستطيع ان تميزة بدقة شديدة وبسهولة اشد. فهم في لحظات تعبيرهم عن الفرح­ وهي لحظات قليلة تحتاج كظاهرة للبحث­ تشعر وكأنهم يقضون اعمارهم فرحا وطربا وضجيجا. وحين يمارسون طقوس حزنهم تحس بأنهم كائنات خلقت لتحزن الشمس المعربدة في الظهيرة والتي تفرض حظر التجوال علي الناس حتي قبيل المغرب الا'حسين خليفة' لم تستطع بكل جيوش قيظها وصدها ان تجعله اسيرا في بيته كالاخرين حسين خليفة لم يستطع كل محبيه ومن جاوروه ان يميزوا حالته المزاجية فهو الذي يبكي فرحا او حزنا ويضحك طربا او شجنا هو لايعرف غير 'نجع الخطبة' فهو المكان المحدد لمولدة في شهادة الميلاد ويعرف حسين 'جبانة طيبة' المتاخمة للنجع وهي مكان السمر والتذكر والكتابة. الناس كلهم يعرفون الاقصر الفراعنة والمعابد.. السياحة والفنادق والنيل وحسين لايري من الاقصر سوي الشيخ 'موسي ابوعلي' الذي يخرج يده اليمني في منتصف الليل من باب خلوته لمصافحة المريدين. ويري حسين من النيل الشيخ 'ابوالقمصان' الذي يفرش منديله علي صفحة النهر ويصعد فوقه مبحرا للضفة المقابلة والشيخ البطل ابوالحجاج الاقصري 'الذي بانت كراماته للناس عندما بدأ عمال المقاول 'صابر' في هدم مقامه المتاخم لمعبد الاقصر والذي اوصت هيئة الاثار بضرورة هدم الضريح الذي يشوه جماليات بناء المعبد. لكن المفاجأة الكبري حدثت مع اول ضربة فأس في جدار الضريح اصاب الشلل ذراع هذا العامل صاحب ضربة الفأس حسين خليفة لم يتزوج والدنيا باتساعها ليس له فيها سوي امه الكفيفة العجوز التي يطعمها بيده ويساعدها في كل امورها الاخري ويناقشها ويختلف معها وهو الذي يوقن بأنها تجهل حدوث ثورة 23 يوليو في مصر. وله من الدنيا ايضا 'جبانة طيبة' وهي جبانة عجيبة يقسمها شريط السكة الحديد لنصفين الاول منهما للموتي الاثرياء وابناء العائلات العريقة والثاني للفقراء وعابري السبيل والمنقطعين الذين لااهل لهم وضحايا الحوادث ومعهم 'السلطان ابوالعلا' وهوقطب ولقب السلطان درجة من درجات الصوفية. صديق حسين الحميم خانه وتزوج هذا الصديق ممن يحبها حسين، لان حسين عنده من الحياء جبال عالية فقد حدث صديقه الحميم عن النظرات التي يتبادلها مع 'زهرة' فذهب الصديق لزهرة وقطفها لنفسه وبقي حسين يحبها صامتا وعندما تمر لايرفع وجهه للنظر اليها بعدما طلقها صديقه الحميم. يبكي حسين وفي عينيه وجع الغائبين وحنين المشتاقين وسلوي المنقطعين بلا أهل كل هؤلاء هم مادة الابداع عند حسين خليفة. حسين خليفة يحكي قصصه للناس في الشوارع والاسواق وللمبتدئين في الكتابة. سرق البعض افكار قصصه ولم هيتم وهو لم يقف ابدا امام 'ميكرفون' للحديث ولم يسجل للتلفاز لانه يخشي الكاميرات فقط يغني: 'يا بحر شوف قدامك مين.. لكل شيء حد وقوانين ياتهدي موجك يا اعملك محضر تعدي علي الحلوين'.الناس كلهم اتفقوا­ علي عكس قوانين الطبيعة حتما­ علي كونه احد المجانين فكيف يتحدث لموتي جبانة طيبة او لاحد البائعين في السوق عن 'ماركيز' او 'ت.س أليوت' حسين خليفة الذي رفض مصافحة احد كبار الادباء لان هذا الاديب الكبير كان يكره 'ابراهيم فهمي' رحمه الله وكان يربط حسين بابراهيم علاقة وطيدة كتب ابراهيم فهمي عنها في قصتة الشهيرة 'رقص البنات الاقصريات' مهداة لحسين خليفة وحده حسين عالم فريد لاحدود فيه لاي شئ من التمرد الي الصوفية ومن الابداع الي الجنون والعكس في الحالتين صحيح. يقدم لنا نموذجا للانسان بلا اجهزة معقدة بلا مصطلحات الانسان بلا تعديلات او تحويرات يقدم لنا نموذجا للانسان بلا اجهزة معقدة بلا مصطلحات الانسان بلا تعديلات ان تحويرات يقدم نفسه بلا محاذير ولاخصوصيات فهو يري ان الاصلاح طال الادوار العليا في البناء دون الاساس. الخراب آت طالما ذكينا الجسد علي الروح والشكل علي المضمون وسادت افكار ستار اكاديمي وقناة الحرة ولم نتعلم من دروس صنع الله ابراهيم ومروان البرغوثي طوبي للفقراء والمنقطعين الذين يسكنون الجانب الاخر من جبانه طيبة ولكل حسين خليفة في هذه الارض هم ملح طعامها. دعونا نتحدث عن كل حسين خليفة وهم علي قيد الحياة يتحدثون الينا نتفق معهم او نختلف لان هؤلاء حين يموتون يصبحون مهما فعلنا اكبر من الكتابة.

0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك بدون تسجيل