الخميس، 29 يناير 2009

نادي القصة الإماراتي يستحوذ على اهتمامات أدباء مصر بالاقصر



أحيا نادي القصة في اتحاد كتاب الإمارات أيامه الثقافية في مدينة الأقصر المصرية للفترة من 18 - 22 بدعوة من نادي الأدب المصري في مدينة الأقصر التاريخية، وحفلت أيام الوفد الذي ترأسه القاص إبراهيم مبارك وعدد من أدباء الإمارات وأعضاء النادي من الأدباء العرب بمنهاج أدبي ثقافي سياحي احتفالي شعبي على مدار الأيام.
وكان برنامج هذه الأيام مكتظاً بالأمسيات الشعرية والقصصية والندوات الفكرية شارك فيه عدد كبير من أدباء الأقصر والقاهرة والإمارات وسوريا والعراق والسودان في وحدة أدبية جامعة قوامها التعرف على نتاج الآخر والتفاعل معه واكتساب الخبرات الفنية والثقافية بما يعزز أرصدة الجميع في تفاعل ثقافي حر عبر القصة والقصيدة في ندوات مفتوحة حضرها جمهور غفير كان فوق العادة، بما يشي أن مدينة الأقصر الأثرية هي مدينة ذات عمق حضاري وثقافي يتطلع سكانها إلى المزيد من مثل هذه اللقاءات المباشرة.
وبالمقابل فإن أدباء الإمارات قدموا الكثير من النتاجات القصصية والشعرية التي عبّرت عن قيم فنية مختلفة رصدت الواقع المحلي ومتغيراته السريعة؛ فالقاص إبراهيم مبارك وإن اكتفى بكلمته كرئيس للوفد وقد عبّر فيها عن تطلع ثقافي مستمر بين نادي الأدب في الأقصر واتحاد كتاب الإمارات.
لكنه أعرب عن رغبته في توقيع بروتوكول للتعاون الثقافي بين نادي القصة في الإمارات وهيئة قصور الثقافة في مصر بحيث ينظم هذا البروتوكول أوجه التعاون المشترك في النشر والأبحاث وعقد الندوات وتبادل الزيارات، وقدم مبارك درع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى كل من اللواء سمير فرج، رئيس مجلس مدينة الأقصر، والدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة قصور الثقافة، والشاعر محمد جاد المولى، رئيس نادي الأدب في الأقصر.
وبدوره أهدى د.أحمد مجاهد إبراهيم مبارك درع هيئة قصور الثقافة، كما أهداه إلى الدكتور سمير فرج، والذي أهدى من جانبه ميدالية تذكارية من مدينة الأقصر لأعضاء الوفد الإماراتي، ثم زار وفد من المبدعين الإماراتيين والعرب مكتبة مبارك التي تعتبر الأكبر تخصصا في علوم المصريات، ومن خلال عرض «الكلتشرراما» استمتع الضيوف بومضات من تاريخ مصر والأقصر منذ عصر الدولة القديمة وحتى العصر الحالي.
وفي إطار المشاركات المختلفة لأعضاء الوفد كانت للسيد ناصر العبودي أكثر من مداخلة في الندوات المفتوحة، وتألقت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد في أمسيتين شعريتين وهي تقرأ مختارات من قصائدها لاسيما قصيدتها (عطش حسين) التي نالت إعجاب الحاضرين لتوريتها الاسمية.
فيما ذهبت القاصة الإماراتية عائشة عبدالله إلى قراءتين قصصيتين في أمسيتين مختلفتين أثمرتا عن تسجيل موهبة قصصية لفتت الأنظار إليها من خلال المداخلات النقدية التي أشار إليها بعض النقاد وكتّاب القصة، فيما كان القاص علي الحميري أكثر المشاركين حرصاً في الحنين إلى المكان القديم قبل أن يتغير بفعل عوامل الزمن ودخول التكنولوجيا الحديثة، وهو الآخر لفت الأنظار إلى قصصه التي قرأها .
وهذا ما أكده عدد من أدباء الأقصر والقاهرة الذين شاركوا في تقييم القراءات على أن القاصة المصرية ابتهال الشايب كانت مفاجأة الأمسية القصصية الأولى فقد كانت أصغر قاصة موهوبة (20 سنة) تعتلي خشبة المسرح وتقرأ أولى قصصها بثقة عالية!
القصيدة على ظهر النيل
الأدباء العرب الذين انضموا إلى الوفد الإماراتي كانت مشاركاتهم نوعية هي الأخرى لاسيما في القصة القصيرة، فالقاص إسلام أبو شكيّر نال الإعجاب بقراءته عبر مشاركتين قصصيتين وكذا الأمر مع القاص السوداني ناجي محمد نوراني الذي تمحورت قصصه في استكناه البيئة المحلية .
وهذا ما أشار إليه القاص سيد الوكيل من القاهرة الذي أدار الأمسية القصصية الأولى، فيما ذهب القاص وارد بدر السالم إلى قراءة النسق الثقافي في أرصفة دبي في محور المائدة المستديرة وعالمية المدن «دبي والأقصر»، أما الشاعرة العراقية كريمة كاظم فقرأت عدداً من قصائدها في أصبوحة شعرية حرص منظموها أن تكون على مركب صغير في نهر النيل!
وهذه الأصبوحة اجتذبت عدداً من شعراء مصر الذين تفاعلوا مع الجو الشاعري العام، فقدم أحمد فضل شبلول بعضاً من قصائده ومثله مأمون الحجاجي وحسين القباحي وفتحي عبدالسميع وبكري عبدالحميد ودرويش الاسيوطي.
كما استضاف «قصر ثقافة الطود» الوفد الإماراتي باحتفالية شعبية وغنائية وفي أمسية شعرية مختلطة قرأ فيها الشاعر المعروف محمد خربوش قصائد «الواو» المعروفة في الصعيد المصري وانضمت الإماراتية الهنوف محمد إلى هذا الجو الاحتفالي ببعض قصائدها بمشاركة واسعة من أدباء الأقصر منهم علية طلحة ومحمد جاد المولى ومحمود مغربي وأشرف فرج وبسام الشاعر ومحمد كامل ومحمد النوبي وآخرون.
سياحة حضارية
بين القصيدة والقصة احتفاليات تعددت في أمكنة مختلفة من مدينة الأقصر، ويمكن رصد الحرص الكبير من منظمي هذه الأيام؛ لاسيما الشاعر حسين القباحي؛ على أن تكون شاملة يكتنفها الطابع الشعبي لذلك كانت الأجواء مفتوحة على جمهور متعدد المشارب والاهتمامات في متابعاته اليومية لأنشطة الوفد الإماراتي، وترافقاً مع هذه النشاطات الأدبية كانت هناك نشاطات سياحية لا تقل أهمية عنها.
بل كانت في محور واهتمامات الوفد الإماراتي في زيارة المتاحف والبر الغربي العجيب بمقابره الملكية المدفونة تحت الجبال بعيداً عن فيضانات نهر النيل، وكانت هذه المقابر مثار اهتمام الوفد الذي اطلع على حقب تاريخية مختلفة من التاريخ المصري عبر بوابة الأقصر الأثارية، وربما كانت زيارة وادي الملوك هي الأكثر متعة وجمالاً وأهمية في معاينة النوع الثقافي الحضاري عبر الهندسة المعقدة لقبور الملوك الفراعنة.
الأقصر ـ وارد بدر السالم

السبت، 24 يناير 2009

امسيه عن القصه القصيره فى ايام الامارات بالاقصر


تألقت القصة القصيرة في أيام الإمارات الثقافية بمدينة الأقصر المنعقدة منذ الأحد 18 يناير/ كانون الثاني الجاري وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه، وذلك بعد أن تسيَّد الشعر في أكثر من أمسية وأكثر من لقاء وسط حضور جماهيري كثيف سواء في مدينة الأقصر أو قرية الطود التي خرج منها المئات في تظاهرة محلية غير مسبوقة لاستقبال الكتاب والأدباء المصريين والكتاب العرب من أبناء الإمارات أو الذين يعملون هناك.
وعبَّر أكثر الشعراء المشاركين عن رؤيتهم للحرب على غزة وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للدمار والإبادة والوحشية والمجاذر الإسرائيلية، كما جاءت العروض الفنية مثل أوبريت "حلاوة روح"، وأوبريت "ليلة فلسطينية" والعرض الفني "محكى الربابة"، و"فن الواو" الزجلي، وفرقة "كورال الأطفال" لتسير في الاتجاه نفسه.
واستطاع عبدالحكم محمد عبد ربه مدير قصر ثقافة الأقصر أن يقدم وجبات فنية ممتعة بقصر ثقافة الطود الذي تبرع بأرضه المستشار السياحي المصري السابق في روما عبدالحميد يحيى ابن الأقصر، وهو ما يذكرنا بتبرع الكاتب الكبير بهاء طاهر ابن الأقصر أيضا بقطعة أرض لتشييد قصر ثقافة جديد عليها لأبناء الأقصر.
***
وجاءت الأمسية القصصية الأولى التي أقيمت بإحدى قاعات المجلس الأعلى للأقصر، وقدمها الناقد السيد الوكيل، لتكون واحدة من أهم فعاليات أيام الثقافة الإماراتية حيث شارك فيها من كتاب الإمارات والكتاب العرب الذين يعملون بالإمارات، وجميعهم أعضاء في اتحاد كتاب وأدباء دولة الإمارات، وهم: علي الحميري، وعائشة عبدالله (الإمارات)، وإسلام أبو شكير (سوريا)، وناجي نوراني (السودان) إلى جانب عدد من كتاب القصة في الأقصر من أجيال مختلفة، وهم: ابتهال الشايب، وبستاني علي إبراهيم، ومحمود مرعي، وحشمت يوسف.
وقرأ كل منهم قصة أو أكثر، وجاء التعليق النقدي المواكب لهذه الأعمال القصصية لتؤكد ازدهار فن القصة القصيرة سواء في الإمارات أو في مصر من خلال الأعمال التي قرئت والتي شارك في التعليق عليها الأدباء والكتاب د. أحمد شمس الدين الحجاجي، وفتحي عبدالسميع، وحسين القباحي، والسيد الوكيل، حيث كان السرد على درجة عالية من الرقي والجودة.
وتحدث د. شمس الدين الحجاجي عن خصوصية المكان وخصوصية الأمة كلها، وأشار إلى الأسطورة ومكانتها لدى الكاتب والتي تمثل في الغالب واقع الكاتب نفسه، كما أشار إلى الكتابة في صعيد مصر، وأن القصة المحلية هي بداية العالمية، وضرب أمثلة بالكاتب السوداني الطيب صالح، وابن الأقصر يحيى الطاهر عبدالله الذي عبر عن أزمة المكان في عمل من أهم أعماله هو "الطوق والأسورة"، ومحمد مستجاب الذي نقد أسوأ ما في بيئته عندما كتب "التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ".
وعلق الحجاجي على قصة حشمت يوسف والتي جاءت بعنوان "ضريح الشيخ عيد فانوس" وقال إنها أسطورة إسلامية مسيحية يتماهى فيها الخضر مع ماري جرجس، وأشار إلى أن هناك تحريكا للأسطورة في تلك القصة.
وقال فتحي عبدالسميع عن قصة الكاتب الإماراتي علي الحميري "ثنيات البحر" إن السرد فيها على درجة عالية من الرقي، وأن اللغة المكتوبة بها القصة لغة فخمة وعالية المستوى، وأن هناك درجة من الوعي والخبرة والمهارة والتفاعل مع العناصر الأسطورية.
أما قصص عائشة عبدالله القصيرة جدا ومنها "وجوه صامتة" ففيها التقاط لبعض التفاصيل الشعرية الحميمة قدمت بمنتهى البساطة، وأشار إلى أن الحالة الرمزية في بعض قصصها تُبرز الداخلي، كما تُبرز فكرة التجاعيد على الوجوه، وأن الكاتبة نجحت في استخدام عين الطفل للحكم على تلك الوجوه الصامتة.
وعلق عبدالسميع على القصة التي قرأها الكاتب السوري إسلام أبو شكير وعنوانها "ديجيتال" بأن الكاتب استلبنا من خلال سلاسة وطزاجة وعذوبة سرده، وأن هناك مجموعة من المهارات تقف وراء القصة استطاعت أن تقدم مشاهد حية من المستقبل، أو ما سوف يحدث للشخصية، ومن تلك المهارات الوصول إلى عكس البداية، فالنهاية صنعها سرد التفاصيل الداخلية الدقيقة للشخصية، والتشكك في النفي من خلال فعل السرد.
أما الكاتب السوداني ناجي نوراني فقد أشار فتحي عبدالسميع إلى أنه يقبض على لحظة تاريخية معينة هي ما بعد رحيل الأب، ومحاولة محو تفاصيل المكان لمحو صورة الأب وتغيير ملامحه. وقد فعل نوراني ذلك في قصته من خلال لغة شفيفة وبسيطة تتمتع ببعض التفاصيل الشعرية. وقد استطاع الكاتب تحويل اللحظة إلى أسطورة، أو أسطرة اللحظة، بحيث يتجمد التاريخ وتتجمد الحياة.
***
وفي تعليقه على القصة القصيرة في الأقصر ركز حشمت يوسف في ورقته على بهاء طاهر ويحيى الطاهر عبدالله، فأوضح أن المناخ الذي أكسب القاص فنيات الحكي والقص، في جيل ما قبل التلفزيون هو الحكاوي أو (الحكيوة) وعالم الثنائيات مثل الخير والشر أو البطل الشجاع والجبان، حيث تختلف آلية السرد من راوٍ إلى آخر، وعلى هذا تربى كتاب القصة والرواية في الأقصر.
وأشار حشمت إلى أن يحيى الطاهر عبدالله عاش في هذا الواقع وانعمس فيه، وأكد أن أيديولوجية يحيى الطاهر عبدالله تختلف عن أيديولوجية بهاء طاهر، فيحيى ـ من وجهة نظره ـ ماركسي ينتمى إلى منهج الواقعية الاشتراكية، التي تنظر إلى المجتمع نظرة طبقية، وضرب مثلا بقصة "حكاية على لسان كلب" مشيرا إلى الرؤية الكلبية للطبقات التي ينطلق منها يحيى الطاهر.
أما بهاء طاهر ـ من وجهة نظر يوسف ـ فينطلق من القومي، وروايته "الحب في المنفى" تشير إلى ذلك، فهو إذن ليبرالي قومي، وعاش فترة صعود الحلم الناصري وتعايش معه، ثم أفاق على ما صدم كل الجيل في 1967 ولكنه لم يتخل عن النضال الوطني، ويرى جيدا التعصب الغربي ضد الأجناس الأخرى.
ويرى حشمت يوسف أن بهاء طاهر يعيش على ثقافة سمعية عن واقع الصعيد في مصر.
***
وفي دورة قصصية أخرى قرأ علي الحميري قصته "طائر طنان ملون"، وقرأت عائشة عبدالله قصصا قصيرة جدا منها "رائحة الخبز"، وقرأ ناجي موراني قصة بعنوان "لا تذهب إلى الموت وحيدا"، بينما قرأ إسلام أبوشكير قصة بعنوان "وأخرى سوداء"، وختم حشتمت ناجي بقصة "ليه بتبهج وأنت زهر حزين".
وعلق الناقد السيد الوكيل على مجمل هذه القصص، باحثا عن القوانين التي تتحرك من خلال السرد نفسه أكثر من بحثه عن التفاصيل، وأشار إلى أن منطق السرد عن إسلام أبو شكير هو الحكي نفسه عن الذات، فالسارد حاضر دائما في السرد، وهذا المنطق يستتبعه طابع غنائي، ويربط التجربة الذاتية بنوع من الشجن يفضي إلى ملامح رومانسية في قصصه.
بينما منطق التشكيل نجده عند ناجي موراني، وأشار الوكيل إلى أن هذا المنطق يوجد مساحة في الزمن يعمد الكاتب إلى ملئها أو تشكيلها بالحركة والشخصيات من خلال مجموعة من العلامات التي يحركها المنطق التشكيلي.
وتحدث الوكيل عن موقف السارد ابن المدن الطرفية في قصة حشمت يوسف، وعلاقته بالمركز، مؤكدا أن هذا الموقف انتقل إلى القصة القصيرة أكثر من الرواية، مشيرا إلى أن الكاتب لا يزال مرتبطا بالأقصر وموقفه من المدينة أكثر تطورا من يحيى الطاهر عبدالله، حيث يوجد جدل عال جدا بين الشخصيات، وبين المتخيل السردي، والمتخيل الحقيقي.
وأكد الشاعر درويش الأسيوطي أن هناك قاسما مشتركا بين القصص التي قرئت كلها، وهذا القاسم المشترك هو أن الكتَّاب على لغة متقاربة تتسم بشاعرية القص.
***
وشارك ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمداخلة حول الاتحاد الذي تأسس عام 1984 كاتحاد مستقل يخطط للحركة الأدبية في الإمارات بعيدا عن أية تأثيرات أخرى، وأن الاتحاد يحاول أن يتعامل مع الجانب التقني في الأدب من شعر وقصة ورواية ومسرح، وأنه يضم حاليا أكثر من 200 عضو من أبناء الإمارات والعرب الذين يعملون بالإمارات، وأشار إلى أن هناك نحو 80 عضوا من المواطنين الإماراتيين، والبقية من الكتاب العرب المقيمين، والذين قد تنتهي عضويتهم بعودتهم إلى بلادهم بعد انتهاء مدة عملهم أو تعاقدهم.
وأوضح العبودي أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يصدر مجلتين هما: "شئون أدبية" التي تعود بعد انقطاع برئاسة تحرير الكاتب العراقي عبدالإله عبدالقادر، ومجلة "دراسات" التي تهتم بالدراسات الإنسانية المختلفة.
وأشار إلى أن طباعة الأعمال بالاتحاد تكون عن طريق لجنة النشر، وأن هناك مجلة جديدة في الطريق إلى الصدور تعنى بالسرد، وهي مجلة "بيت السرد".
وقال العبودي إن نادي القصة الذي ينتمى إلى الاتحاد تأسس منذ حوالي 16 عاما، وهو نادي تدريبي، أو ورشة للقصة القصيرة والرواية وتعقد جلساته كل أربعاء بدون انقطاع طوال تاريخه، وأن هناك ناديا للشعر أيضا.
وأكد ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن الاتحاد له الصفة الاتحادية على مستوى دولة الإمارات كلها، وليس اتحادا لإمارة دون الأخرى.
أحمد فضل شبلول ـ الأقصر

الاديب اشرف الخمايســــــى


في اعتقادي لم تلق موهبة إبان ظهورها مثلما لاقت موهبة 'أشرف الخمايسي' من استقبال حافل، واستحسان لدي الناقد الأكاديمي، والمتلقي العادي علي السواء.. فكانت إيذانا بانضمام صوت متفرد *بقوة * إلي قائمة المبدعين الكبار.. لأنه بالفعل كان أشبه بانفجار، وادهاش مغاير لما عهدت الساحة الأدبية منذ وقت طويل.

تقول الحكاية الموروثة

'بعد أن انتصف الليل وقف الرجل إلي جانب النهر، فأقبل عليه آخر فلاحظ الأول أن ساقي المقبل عبارة عن ساقي حمار فعرف علي الفور أنه 'عفريت'.. فوجل الأول، وظل يعدو، وما أن قارب علي الدخول في ونس القرية حتي كاد أن يصطدم برجل، فسأله الآخر عن سبب عدوه بهذه السرعة.. فالتقط الأول أنفاسه وأخبره بأنه رأي رجلا واقفا علي النهر له ساقا حمار، فما كان من الآخر إلا أن كشف ساقيه قائلا.
*أمثل هذه كانت؟

عفريت القاهرة

القروي النازح إلي القاهرة يدرك تماما أن عليه التسلح بما يتناسب مع جمودها، وجهامتها، ويدرك أيضا أن عليه التخلي عن صفات لن تفيده *سوف تكون من جملة الأعباء * لذا فحسب إدراكنا لمبدأ (الأخذ والتخلي) سوف يتحدد مدي تقبلنا للقهر الناجم عن اصطدامنا بآلياتها.
وفي اعتقادي أن 'الخمايسي' لم يكن بحاجة إلي تطبيق هذا المبدأ أو التحصن بأية وسائل دفاعية تقيه من قهر العاصمة.. لأنه *وإن كان عاش بين جنباتها قرابة العام أو أكثر*فقد عاش علي هامشها.. أي أنه عاش في العاصمة بمفهومه الخاص وليس بمفهومها وما يؤكد مارميت اليه هي القضايا التي طرحها 'الخمايسي' في هذه الفترة مثلا قضية 'المرأة المبدعة' وطرحه لوجهة نظره الأحادية مما دعي احدي الكاتبات لأن تطلق عليه 'أديب الأحراش'.
أيضا قضية 'التفرغ' التي لم يقتنع بها حتي الآن.. هذا غير حلمه بأن يحقق اسطورته الشخصية *علي طريقة باولوكويلهو *بأن يشتري قطيعا من الأغنام يكون هو الراعي له بعيدا عن سطوة التجمعات العمرانية ممارسا لطقوس براءته هذا التفكير مؤشر لتركيبة 'الخمايسي' الانسانية وليس مجرد رد فعل لضغوط العاصمة عليه، وأريد أن أوضح أن السبب الحقيقي لتركه القاهرة هو ارتباطه الشديد بأسرته التي لم يستطع الاستغناء عنها ولم تسعف الحلول الوسطي آنذاك لمحاولة توفيق أوضاعه وحتي حين أتوا معه لم يحتمل مجرد التفكير في تركهم دونه حتي ولو ساعات قليلة في اليوم، هذا الي جانب رفضه لأن ينشأ (فارس، محمد) بين عشوائيات 'دار السلام' لذا أعادهم الي الأقصر ثم عاد.

عفريت الأقصر

يأتي الشاعر/ القاص إلي الأقصر إما لزيارة التاريخ أو رؤية بعض ممن يجب وفي الحالتين سوف يجد انها فرصة مناسبة لرؤية الأدباء *عسي أن يري أحدا يعرفه أو قرأ له في الدوريات الثقافية *ولما يتصفح الوجوه سوف يكتشف حداثة عهده بهم.. حينها سوف يسأل عن بعض الأدباء الغائبة وجوههم فلن تصل إليه أجابة مقنعة عن سبب انقطاعهم عن المؤسسة *وقد يعتبر هذا شيئا عاديا *وما أن يبدأ بالسؤال عن 'اشرف الخمايسي' سوف تهزه الردود
*بيقولوا إتدروش..!
*منعرفش عنه حاجة
* ياعم داجاب آخره
*بيرعي ف الغنمات
وهكذا..
وحين يستفسر لماذا لم يسأل عنه أحد. سوف يمصمصون شفاههم.. هذا بالضبط ما أخبرني به 'جمال عدوي' بعد أن مر بهذه التجربة وكان مصاحبا ل'أحمد أبوخنيجر'.
وفي رصدي للعلاقة بينهم وبين 'الخمايسي' لم أجد مبررا لهذا الجفاء فهو لم يزاحمهم قط في نفعيتهم ولم يتكالب علي 'كعكة' المؤسسة وزاهد حتي في الفتات الذي تلقيه لهم.. حتي المؤتمرات القليلة التي شارك فيها كانت دعوته اليها من خلال الأماكن التي عقدت فيها.
شيء آخر لاحظته وهو أن 'الخمايسي' يكاد يكون المبدع الوحيد الذي صدر له إصداران وهما 'الجبريلية' المجموعة القصصية، ورواية 'الصنم' وبالرغم من ذلك لم تتم مناقشة اي منهما في الأقصر *مع الوضع في الاعتبار ندرة الاصدارات وجودة الطرح الابداعي 'للخمايسي'.
حكاية لابد منها
منذ مايقرب من عام وبالتحديد يوم 9/7/2001م
والذي اطلق عليه يوم الغضب *ذهبت لزيارة 'الخمايسي' في بيته وكنا متفقين علي الذهاب الي ندوة نادي الأدب بعد فترة انقطاع وما أن وصلت الي بيته الكائن في شارع 'المزدلفة' *المتفرع من شارع التليفزيون *حتي ألفته ينتظرني امام الباب بعد أن سلم علي قال
*اتبعني سوف تري مايدهشك
وذهبنا حيث اراد.. كان قد صنع لافتة كبيرة من القماش، وكتب عليها 'القدس عربية'، وبرنة فرح حقيقية قال أننا سوف نتحرك في مسيرة سلمية من قصر الثقافة *نحن وباقي الأدباء* ونجوب انحاء المدينة مظهرين غضبنا... وسألني ما رأيك؟ لم اندهش وان كنت مترقبا لما سيحدث... وفي الندوة حين اقترح عليهم هذا الاقتراح لم يقولوا حتي اذهب انت وربك قاتلا لكنهم اتهموه باتهامات سخيفة وقالوا ان حالة البلد *يقصدون الأقصر *لاتحتمل ما يفكر فيه.. وحين خرج يحمل اللافتة في شوارع المدينة قالوا.. 'هو حتما مجنون..'
وقال هو.. 'هذا آخر عهدي بكم..
اتقن صناعة 'الآركت' وأسس في بيته ورشه صغيرة.. فسألته إن كانت هذه العملية تحقق له الربح.. راوغني قليلا وقال بأنه منذ فترة يعيد حساباته لأنه غير مقتنع بجدوي الكتابة الأدبية عموما، وغير راض عما يحدث في الأوساط الثقافية من صراعات تستهدف المنفعة.. وحين تطرقت بالحديث عن مشروعه الابداعي، اخبرني بأنه متوقف منذ فترة وانه سوف يكتفي بجمع الرواية والمجموعة القصصية وبعض القصص المتفرقة ويحاول اصدارهم في مجلد ويكفيه ما انجز وما اصابه من الأدب.


السيد العديسي

الشاعر محمد جاد المولى العمارى

عيناك سرب من فراش الأغنيات الطالعات
على المراثي كالنشيج
و خطاك في طرق المدينة لم تزل
تعدو فيوثقها الحنين على حدود الفجر
في الوطن البعيد
وورود عمرك نهر أحلام تراها
كالمسافة لا تؤرقها السنون
ولا يجاوزها المدى الساري
على مفرق بيد

قمرية كانت ليالي الملتقى
في صيف أعوام تناءت
ها أنت تبدو الآن فوق الليل قنديلا ً
يرافق كل أحزان الوطن
و يذوب في سحب الدخان كأنه
فوق المدينة سوف يمطر بالضياء
قمرية كانت ليالينا القريبة
مثل أمس
مازلت في أطيافها أصبو إليك
وأستقي من مورد الذكرى حديثك
عن بلاد في السماء
تقول يا أبتي أريدك
أن تريني الله من فوق المدائن مرة ً
فأروح في الضحك الطويل وأحتويك
يا عصام الدين ويحك
لا يرى الله العظيم جهارة ً
فتغيب في ملكوتك النائي
وتغفو كي تصاحبك الطيوف
ويقتفيك الطير في الحلم السعيد
أبشارة كانت ملامحك " الحقيقة "
لاقتراب الموت والحزن الجديد ؟!
أم أنك الآن انتبهت
فلم تجد أفقا ً لحلمك
أو ترى وطنا ً لقلبك
أو صباحا ً سوف يمضي ليعود ؟!
فامتطيت فضاء موعدك المباغت
وارتحلت إلى بلاد الله محمولا ً
لأبعد ما تريد
يا أول الشمس التي
ما عاد مشرقها
ويا غدي العنيد
هل ترى الكلمات بعثا ً من دمي ؟!
وهل ستلقاك الرسائل
في صناديق البريد


- 2-

في الليل بستان قديم
تحت هامة أفقنا العربي
أسموه السلام
يقطفون من الشجيرات التي تنمو
على صخر الدما
ثمر المراثي والكلام
أو تسقط الأشجار في فمنا الإذاعي احتجاجات
من الشجب المنسق والملام
صوت يضخمه الصدى الشرقي
والبث المباشر
واجتياز الريح بالكلمات
للمدن الزحام
هذا المدى العربي ممتد
لآخر زهرة نبتت على السور المُحاصَرِ
بالألم
والليل بستان على دمنا النديّ
العام موسمه
وأشجار المراثي
تستضيء الآن بالنجم المسافر
في العدم
إني أحبك
يا بلاد الحزن
يا فرحي المؤرق كالغريب
على مدائن خائفة
إني أحبك قدر ما يحتاج قلبي
من بحار ٍ تغسل الكلمات في شفتين
تحملني لآخر مشهد ٍ للشمس
فوق الأرض والأشياء
عند حائط دمعنا الآتي
ها هي الأشجار تكبر
في مروج الريح والأنواء
سافرة الغصون كما استواء الفجر
تمتد في الأطلال من سوق العواصم
تطعم الشهداء من ثمر ٍ خرافي
وهم أحياء في مجد العواصم صاعدون
الآن تعرفك المدينة يا عصام
فعيونك السوداء كالليل المعانق ليلنا
كالزهر عالقة على شجر المراثي
كالثمار الجارحة
تأتي إليك الريح والفقراء
والمدن الشهيدة
والطيور السائحة
تشعل المصباح في الليل القريب
كي ترى طيف النبوءة في عيونك
أيّ عاصمة ٍ على مرمى البنادق
قد تداعى مجدها
أيّ أسوار البلاد السانحة
وتراك هل أنت المبادر بالسلام
بما تجيد من الدماء
ولا تجيد من الوصايا الفاضحة
ها هي الأشجار تنضج في الخريف
ثمر عليها عبقريّ الرائحة
هل كان موتي ليلة أو بعض ليلة
لم يا حبيبة
تقرئين الفاتحة؟ !

الجمعة، 23 يناير 2009

قراءه فى ديوان تراتيل المريد للشاعرالحسين خضيرى


تتعدد أشكال الكتابة وألوانها ومحاورها، وكذلك تتعدد الرؤى بما تحوي من عوالم يصبو إليها الكاتب ويحاول الوصول إليها من خلال إبداعه وخياله، مما يصنع له التميز والتفوق، وغالبا ما تكون لحظة الإبداع الحقيقي هي لحظة اكتشاف مثيرة ورائعة، تتملك على المبدع جميع حواسه وترتقي به حتى يقال إن الكاتب تفوق على نفسه وكأن هذه اللحظة خارجة عن إرادته أو كأنها فرضت نفسها عليه... هكذا تتراءى لي تلك الأبعاد من خلال قراءتي في ديوان: (تراتيل المريد) للشاعر الحسين خضيري.بأية حال قد يعكس عنوان الديوان شعورا ً بالصوفية، وقد يكون ذلك صحيحا ً بشكل ما، إذا ما قلنا إن صدق الإحساس وصفاء الروح هما ملامح من الصوفية، وهما أيضا ً أبرز ما يعكسه الديوان.فعند دخولنا إلى ساحة الديوان سوف نجد أن أغلب قصائده تشي بشاعر له مداره الخاص الذي يهيم فيه وحده، وإذا طالعنا بعض الأمثلة من قصائده، حتى تتضح الرؤية أكثر، نجده في قصيدة "شتاء المنفى" وهو يصور ليلة عيد الميلاد في المدينة – المنفى – فيقول: العائدات إلى المخيم / كن أجمل / حين غادرن البكاء / والصبية المتهافتون على غد ٍ / سوف يزهر حلمهم عما قليل في العراء / والصليب المرمري / ما مزقت أجراسه في ليلة الميلاد أروقة السماء / ما مر في بال المدينة / كيف تجمعهم إليها / والشتاء هو الشتاء...كأن كل من في المدينة منفيون أو مستعمَرون، فحالة الانكسار التى تبدو على الأشياء والبشر حتى العائدات إلى المخيم رغم ما بدا عليهن من جمال بلا دموع وبكاء، إلا أن عودتهن إلى المخيم مازالت تعكس حالة الحصار. أيضا ً أجراس الصليب الصامتة في ليلة الميلاد والمدينة التي لم تعد وطنا ً من حيث الاحتواء و الدفء، بل تلفظ أبناءها وتتركهم للشتاء. وقد يكون مدلول الشتاء في هذا الجزء من القصيدة هو فتور الأشياء وشعور الشاعر بالحيادية تجاهها. ويقول الحسين في جزء آخر من نفس القصيدة: مرّي على باب المدينة / فالحصار هو الحصار / ما عاد يتسع الفضاء لأجل أغنية ٍ تزين أن ذاك النصر آت / صار قفّازا ً مدارك / يستبيح أصابع القتلى / ويسلك في دمي دربا ً لموتي والخواء. لعل الشاعر ينادي ليلة الميلاد ويدعوها لأن تطرق باب المدينة التي لا يبدو عليها مظاهر ليلة الميلاد فهي محاصرة في داخلها حتى فضاؤها يضيق وكأنه نبوءة بمزيد من الانكسار والهزيمة، ويستمر الشاعر حتى نهاية القصيدة محاولا ً استجلاء سويعات من البهجة وسط كم من سنوات الأسى.وفي قصيدة أخرى للشاعر بعنوان: "بغداد" يستنهض الشاعر بغداد متغزلا ً في بهجتها وشموخها الذي ما يزال يراها عليه في الوقت الذي يعترف فيه بعجزه عن الوقوف لنصرتها فهو لا يملك إلا ذلك الحب الذي يحرك وجدانه وهو يرى بغداد حبيبة ً تضيع في الزمن العصي: بغداد تفتح للمدى جرحي / فتصطاف البلاد بصهد جذوته وفيّ / لها في الروح متكأ / ولي ّ الخريف على رقاد الذكريات / وحلم عودتي الشقي.إلى ذلك الحد اتسعت مساحة الجرح لدى الشاعر حتى تصطاف البلاد به، ولكن ذلك الجرح لا يحمل النسيم بل يحمل الصهد والألم، أما بغداد الحبيبة فهى ما تزال تتكئ على روحه مستريحة من عنائها وكأن الشاعر يحاول أن يحمل عنها أحزانها. ويستطرد الشاعر على نفس الإيقاع مبررا ً عجزه عن تحويل عشقه إلى فعل: بغداد عانقها الرحيل / لينتحب المدى / ويطلق ألف عاصفة عليّ / بغداد تحسبني الرشيد تهزني / ما كنت يا بغداد سوى الغويّ / هزّي سماءك وانفضي عنك الرمال / لعله بين النجوم لنا نبي ّ / ضاقت بعيني المنافي كلها / فافتحي عينيك هاتي زرقة النهر الفتي ّ.لعل ما يستوقفني عند هذا الجزء من القصيدة جملة: "ضاقت بعيني المنافي كلها" وقد آثرت أن أذكر هذه الجملة داخل سياقها حتى أجد مبررا ً لها حيث أنها جاءت تقريرية ولا تتناسب وعمق الصور الشعرية الأخرى. إذ إنه من الطبيعي أن تضيق المنافي داخل الشاعر بل إن للمنافي معطيات أشد قسوة من أن تضيق في عينيه حتى وإن كان ذلك تبريرا ً لاحتياج الشاعر إلى دفء مدينته البعيدة .وفي محاولة أخرى للدخول إلى أغوار الديوان يقدم الشاعر تجربة متفردة عن مجموعة القصائد الأخرى، فهى تكاد تكون القصيدة الوحيدة التي تربط بين هم الحبيبة والوطن بمعناه الأشمل:متى هلّت على الأكوان نعمى / تقطر من جبين الكون نورا / وهلّ على المفارق في اشتياق / تمايل كالنسيم فقلت فجرا ً / وعانقني فذبت من العناق / تندّى وجه ملهمتي حياء / نعمى رويدك هل مللت من التلاق. هكذا نرى الشاعر يتغزل بشكل صريح في محبوبته تلك المحبوبة التي تشكل ملامح كون الشاعر الذي سرعان ما ينتقل معاتبا ً السنوات التي تعاند قلبه الصب: تأبّى الدهر يا نعمى طويلا / فما أغناه عني بالوفاق / قلبي بنفسجة زوت / ودمي على مهل ٍ يراق / هل يركب الأشواق من ماتوا أو يستفاق من في غيه قد فاق.هكذا حال الشاعر حين تستنزفه الأيام إلى حد الموت فهو لا يجد لذاته المشتتة مأوى غير الحبيبة ومن ثم ينظر حوله فلا يجد من يتأسى به غير الوطن الذي يجده الشاعر معادلا ً لانكساره و تغربه: وطن وتكسوه المذلة / تأبى لجبهته الفراق / ناقوسه في الصدر يدوي / وصهيله في النفس باق / إني بكيت القدس حتى / ما من دموع ٍ للعراق.وإن تأملنا مجمل قصائد الديوان نجد مفهوما ً رئيسا ً تعكسه معظم قصائده وهو اغتراب الشاعر عن محبوبته ومعاناته الدائمة من ذلك الحب، غير أنه لم يتهم تلك الحبيبة بالتخلي إذ أنه يراها وفية ً ومحبة ً إلا أن مفردات الحياة هي التي دائما ً ما تحول بينهما مما يجعل الشاعر أكثر إيلاما وعنفا ً فربما لو كانت تلك الحبيبة خائنة لوجد الشاعر ذريعة ً لمحاولة نسيانها وحتى عند لقاء الشاعر محبوبته يصر على أن هناك حالة من القلق لم تزل: يدها على المنضدة / تعد دقائق الصمت / ويدي بين أصابعها / تسجد الوقت.وعلى الرغم من حالة الإمتاع التى حققها لي ديوان الشاعر الحسين خضيري إلا أنني أشعر يقينا ً بأن الشاعر لديه أكثر من ذلك، فهناك عوالم وآفاق أكثر رحابة تبدو على طريق القصيدة التي يقدمها، لكن لا أستطيع أن أصل وإياه إليها وغالبا فإن مرجع ذلك إلى حرص الشاعر على الالتزام بالقافية التي تصنع جرسا ً موسيقيا ً محببا ً لديه غير أنها أحيانا ً تحد من انطلاق رؤيته التي كان من الممكن أن تتسع أكثر، لذا أهمس في أذن الشاعر بألا تشكل القافية غاية لديه، بل يترك للصورة الشعرية أن تأخذ مدارها كاملا ً حيث أنه قادر على أن تكون قصيدته أكثر عمقا ً ودلالة، كما أني لا أنكر على الشاعر قدرته وتمكنه من جعل قافيته طيعة ً وسلسة: ضحكت لعاصفة ٍ يداك / فارتد من نعناعها ألق ٌ عليّ / والذي خلفت ُ من بوح المسافر للصدى / أغنية ً تسافر يا أنا مني إليّ.

الخميس، 22 يناير 2009

معلومات عن الشاعر حسين القباحى


من مواليد القاهرة 1956 حاصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ عضو اتحاد كتاب مصر عضو الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في الأقاليم حتى سنة 1995 رئيس نادي الأدب بالأقصر حتى سنة 1995 رئيس اللجنة الثقافية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة
صدر للشاعر :
قصائد جنوبية لامرأة لا جنوبية .. ولا.. سنة 1992
كلام في مستهل الوجع سنة 1995
نقوش جنوبية سنة 2004
له تحت الطبع:
1- نقوش على جدران الكرنك
2- قريباً يرتديك البحر
Email: alkobahy56@hotmail.com

الأربعاء، 21 يناير 2009

توقيع إتفاقية للتآخي الثقافي بين مصر والإمارات

وقع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برئاسة إبراهيم مبارك نائب رئيس الاتحاد، والهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد مجاهد، عن توقيع اتفاقية (بروتوكول) للتآخي الثقافي، وذلك خلال فعاليات أيام الإمارات الثقافية بالأقصر.
ووفقا لموقع "ميدل ايست" تهدف هذه الاتفاقية إلى استمرار التعريف بالنتاج الإبداعي والأدبي في كل من البلدين من خلال النشر المشترك في الدوريات والمجلات التي يصدرها الطرفان.
ومن بنود الاتفاقية استحداث سلاسل جديدة في كل منهما يتم خلالها نشر الإبداعات والدراسات النقدية والفكرية المتميزة لمبدعي البلدين. وتبادل الزيارات بين مبدعي البلدين وتمثيل كل منهما الآخر في الأنشطة والفعاليات التي يقيمها.
كذلك عقد الندوات والمؤتمرات المشتركة على أرض إحدى البلدين أو في أي مكان آخر يتفقان عليه. تعاون الطرفين في إنشاء جوائز جديدة لدعم حركة الإبداع في البلدين. تبادل الآراء والأفكار بين الطرفين بما يحقق اتخاذ مواقف متوافقة تجاه القضايا الثقافية والوطنية والقومية بما يحقق الأهداف العليا لشعبي البلدين.
وكانت فعاليات أيام الإمارات الثقافية بمدينة الأقصر قد افتتحت الأحد 18 يناير الجاري في مكتبة مبارك بكلمة الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر، وكلمة رئيس وفد الأدباء والكتاب بالإمارات، أعقبها لقاء مفتوح حول تطوير الأقصر أداره الشاعر حسين القباحي.
وفي الاثنين زار الوفد الثقافي الإماراتي والمصري آثار البر الغربي و قصر ثقافة حسن فتحي، صباحا، وفي المساء عرض أوبريت "حلاوة روح"، وقدمت فرقة الأقصر للموسيقى العربية بعض مقطوعاتها الغنائية والموسيقية التي بدأت بأغنية فيروز "زهرة المدائن"، وتلا ذلك أمسية شعرية لعدد من الشعراء المصريين والإماراتيين المشاركين في الملتقى، قدمها الشاعر محمد جاد المولى.

وفد من اتحاد كتاب الامارات يزور الاقصر


الأقصر (مصر) ـ في بادرة غير مسبوقة أقامت مدينة الأقصر أيام الإمارات الثقافية بالتعاون بين نادي الأدب بقصر ثقافة الأقصر ونادي القصة باتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وفي حفل افتتاح هذه الفعالية المهمة حرص اللواء الدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر على عرض تجربته في تحديث المدينة والنهوض بها ثقافيا وجماليا لتستعيد مكانتها كعاصمة للثقافة والتنوير حيث تعرف وفد الأدباء العرب الذين ينتمون إلى دول عديدة منها الإمارات والعراق وسوريا وفلسطين والسودان على أحدث الصروح الثقافية بالأقصر من خلال زيارتهم لمكتبة مبارك التي تعتبر الأكبر تخصصا في علوم المصريات، ومن خلال عرض الكلتشرراما استمتع الضيوف بومضات من تاريخ مصر والأقصر منذ عصر الدولة القديمة وحتى العصر الحالي.
وقد عبر اللواء الدكتور سمير فرج عن سعادته بهذه الخطوة في تعميق الصلات والروابط الثقافية مع البلدان العربية الشقيقة ووعد بتطويرها وتوفير كافة الإمكانات لإنجاح مثل هذه المبادرات التي تصب في إطار نشر الفكر التنويري، وتصحيح المفاهيم وتعميق الوعي الوطني والقومي بالقضايا الأساسية وتكوين نقاط لقاء مشترك حول القضايا التي تهم الأمة.
وكان الشاعر حسين القباحي قد افتتح هذه الاحتفالية مطالبا الحاضرين بقراءة الفاتحة والوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء غزة، كما قارن بين تجربتي التحديث وبناء الإنسان المعاصر في كل من الأقصر والإمارات.
وبدوره استهل الدكتور أحمد مجاهد، رئيس مجلس إدارة هيئة قصور الثقافة، كلمته بالتأكيد على أن مصر تفتح ذراعيها لإخوانها فلا تسد مرفأ ولا تغلق معبرا، فغزة في قلوب المصريين وفي قلب مصر غزات وغزات من أثر الحروب تارة وبفعل الدسائس أخرى وأن الدم المصري لا يتبدد في الرمال بل يتمدد في أوردة الأمة العربية فداءً ونصرةً في الحرب وفي السلم، كما أكد على دعمه لمثل هذه المبادرات وتوجه بالشكر إلى الشاعر حسين القباحي الذي وصفه بمهندس هذه الاحتفالية وأشاد بتجربة نوادي الأدب كتجربة رائدة في مجال الديموقراطية الثقافية.
وفي كلمته عبر الأديب إبراهيم مبارك، نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن سعادته والوفد العربي المرافق له بهذا اللقاء الثقافي الحميم، وأبدى رغبته في توقيع بروتوكول للتعاون الثقافي بين نادي القصة بالإمارات وهيئة قصور الثقافة في مصر بحيث ينظم هذا البروتوكول أوجه التعاون المشترك في النشر والأبحاث وعقد الندوات وتبادل الزيارات. وقام بتقديم درع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى كل من اللواء سمير فرج والدكتور أحمد مجاهد والشاعر محمد جاد المولى، رئيس نادي الأدب بالأقصر.
كما قام الدكتور أحمد مجاهد بإهدائه درع هيئة قصور الثقافة، وأهداه اللواء الدكتور سمير فرج درج مدينة الأقصر وكذلك ميدالية تذكارية من مدينة الأقصر لكل أعضاء الوفد الإماراتي.
ويتضمن برنامج الأربعاء عقد أمسية قصصية يقدم فيها الأديب عبد الفتاح صبري، مدير تحرير مجلة "الرافد" عرضا للمشهد الإبداعي القصصي في الإمارات ويتحدث عن تجربة نادي القصة في دعم ورعاية الأدباء الواعدين ويقدم كل من القاصة عائشة عبد الله (الإمارات)، والقاص ناجي نوراني (السودان)، والأديب إسلام أبو شكير (سوريا)، والأديب وارد بدر (العراق)، والأديب أحمد أبو خنجير قراءات من قصصهم.
وفي المقابل يقدم الأديب الأقصري حشمت يوسف عرضا للمشهد الإبداعي القصصي في الأقصر، ويقرأ الأديبان: حسين خليفة، وعبد السلام إبراهيم نماذج من قصصهم، ثم يشاهد أعضاء الوفد عرضا لفرقة توشكى للفنون الشعبية، وقد أشرف عبدالحكم عبد ربه، مدير قصر ثقافة الأقصر على إعداد وتنفيذ أوبريت "ليلة فلسطينية" الذي قدمه أعضاء نادي المسرح بالأقصر الثلاثاس، وقد فوجئ الحضور بفرنسي يدرس العربية في الأقصر مجسدا شخصية ضمير العالم الذي يندد بوحشية المحتل الإسرائيلي وبشاعة جرائمه ضد شعب غزة، مما دفع الدكتور أحمد مجاهد إلى إهدائه درع الهيئة بعد انتهاء العرض الذي سبق الأمسية الشعرية التي قدمها الشاعر محمد جاد المولى وشارك فيها الشعراء: درويش الأسيوطي وأحمد فضل شبلول وفتحي عبد السميع ومحمود مغربي، ومن الشعراء الضيوف: الهنوف محمد من الإمارات، وكريمة كاظم من العراق، وقد انضم إلى وفد الإمارات الثلاثاء الأديب ناصر العبودي، أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وشارك في الأمسية القصصية التي أقيمت بقصر ثقافة الطود، الذي تبرع عبدالحميد يحيى، مستشار مصر الثقافي الأسبق في إيطاليا، بقطعة الأرض التي أقيم عليها ويضم مكتبة وقاعة للندوات ومسرحا يسع 200 مشاهد.
وعقب انتهاء فعاليات هذه الأيام الإماراتية الخميس يسافر قسم من أعضاء الوفد إلى القاهرة للمشاركة في الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.