السبت، 24 يناير 2009

الشاعر محمد جاد المولى العمارى

عيناك سرب من فراش الأغنيات الطالعات
على المراثي كالنشيج
و خطاك في طرق المدينة لم تزل
تعدو فيوثقها الحنين على حدود الفجر
في الوطن البعيد
وورود عمرك نهر أحلام تراها
كالمسافة لا تؤرقها السنون
ولا يجاوزها المدى الساري
على مفرق بيد

قمرية كانت ليالي الملتقى
في صيف أعوام تناءت
ها أنت تبدو الآن فوق الليل قنديلا ً
يرافق كل أحزان الوطن
و يذوب في سحب الدخان كأنه
فوق المدينة سوف يمطر بالضياء
قمرية كانت ليالينا القريبة
مثل أمس
مازلت في أطيافها أصبو إليك
وأستقي من مورد الذكرى حديثك
عن بلاد في السماء
تقول يا أبتي أريدك
أن تريني الله من فوق المدائن مرة ً
فأروح في الضحك الطويل وأحتويك
يا عصام الدين ويحك
لا يرى الله العظيم جهارة ً
فتغيب في ملكوتك النائي
وتغفو كي تصاحبك الطيوف
ويقتفيك الطير في الحلم السعيد
أبشارة كانت ملامحك " الحقيقة "
لاقتراب الموت والحزن الجديد ؟!
أم أنك الآن انتبهت
فلم تجد أفقا ً لحلمك
أو ترى وطنا ً لقلبك
أو صباحا ً سوف يمضي ليعود ؟!
فامتطيت فضاء موعدك المباغت
وارتحلت إلى بلاد الله محمولا ً
لأبعد ما تريد
يا أول الشمس التي
ما عاد مشرقها
ويا غدي العنيد
هل ترى الكلمات بعثا ً من دمي ؟!
وهل ستلقاك الرسائل
في صناديق البريد


- 2-

في الليل بستان قديم
تحت هامة أفقنا العربي
أسموه السلام
يقطفون من الشجيرات التي تنمو
على صخر الدما
ثمر المراثي والكلام
أو تسقط الأشجار في فمنا الإذاعي احتجاجات
من الشجب المنسق والملام
صوت يضخمه الصدى الشرقي
والبث المباشر
واجتياز الريح بالكلمات
للمدن الزحام
هذا المدى العربي ممتد
لآخر زهرة نبتت على السور المُحاصَرِ
بالألم
والليل بستان على دمنا النديّ
العام موسمه
وأشجار المراثي
تستضيء الآن بالنجم المسافر
في العدم
إني أحبك
يا بلاد الحزن
يا فرحي المؤرق كالغريب
على مدائن خائفة
إني أحبك قدر ما يحتاج قلبي
من بحار ٍ تغسل الكلمات في شفتين
تحملني لآخر مشهد ٍ للشمس
فوق الأرض والأشياء
عند حائط دمعنا الآتي
ها هي الأشجار تكبر
في مروج الريح والأنواء
سافرة الغصون كما استواء الفجر
تمتد في الأطلال من سوق العواصم
تطعم الشهداء من ثمر ٍ خرافي
وهم أحياء في مجد العواصم صاعدون
الآن تعرفك المدينة يا عصام
فعيونك السوداء كالليل المعانق ليلنا
كالزهر عالقة على شجر المراثي
كالثمار الجارحة
تأتي إليك الريح والفقراء
والمدن الشهيدة
والطيور السائحة
تشعل المصباح في الليل القريب
كي ترى طيف النبوءة في عيونك
أيّ عاصمة ٍ على مرمى البنادق
قد تداعى مجدها
أيّ أسوار البلاد السانحة
وتراك هل أنت المبادر بالسلام
بما تجيد من الدماء
ولا تجيد من الوصايا الفاضحة
ها هي الأشجار تنضج في الخريف
ثمر عليها عبقريّ الرائحة
هل كان موتي ليلة أو بعض ليلة
لم يا حبيبة
تقرئين الفاتحة؟ !

0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك بدون تسجيل