السبت، 2 أكتوبر 2010

د. الحجاجي.. أستاذ الأدب الشعبي: مؤتمراتنا الأدبية مثل فرح العمدة الفرجة المجانية مطلوبة.. الدراسة أهم!





أخلص د. أحمد شمس الدين الحجاجي لقضايا التراث الشعبي باعتبارها هواية وحرفة في أن. فقد درس الأدب الشعبي في جامعات القاهرة وبوسطن وسول وبريوني وغيرها. وصدر له العديد من الكتب المهمة التي تعد الآن مصادر مهمة للمئات من الباحثين والدارسين. كما قدم بصفته الإبداعية رواية هي "سيرة الشيخ نور الدين". ومسرحية هي "الخماسين". بالإضافة إلي نشاطه الشفاهي في المدن والقري والنجوع. متحدثاً عن العناصر الجمالية في سيرة بني هلال.
قلنا: أنت واحد من المهتمين بالأدب الشعبي والفنون الشعبية.. هل يكفي هذا الاهتمام بصورته السنوية الحالية في رمضان؟ وما رأيك فيما تقدمه قصور الثقافة من أعمال تستهدف الحفاظ علي التراث الشعبي؟
قال: شئ جيد أن تقدم هيئة قصور الثقافة الفرجة المجانية لأبناء الشعب. لكن لابد من أن نعقد مؤتمراً سنوياً لإحياء هذا التراث. ثمة مؤتمر سنوي للفنون الشعبية في الإسماعيلية. ورأيي أنه يجب أن ينتقل هذا المؤتمر من مدينة إلي أخري. وتقسيمه إلي مؤتمرات نوعية: مؤتمر للأغنية الشعبية. وآخر للسيرة الشعبية. وثالث للمعتقدات الشعبية. إلخ.
قلنا: بالمناسبة: ما رأيك في تقديم شخصية شيخ العرب همام في مسلسل للتليفزيون؟
قال: لقد كتب المؤلف عن شخصية قومية. رجل لعب دوراً خطيراً في صعيد مصر. قبل ذلك كانت هناك لجنة مكونة من ثلاثة: واحد في الأقصر من الجعافرة.. وآخر من أسوان.. والثالث هو والد شيخ العرب همام. الصعيد لم يكن يبتعد عن بعضه. وقد تحدثت عن ذلك في روايتي "سيرة الشيخ نور الدين". هناك الأشراف والعرب. والهوارة الذين تحدث عنهم المسلسل لم يكونوا هم كل ناس الصعيد. ولم يكن المماليك بهذا السوء الذي صورهم به المسلسل كانوا تاريخياً مقبولين من ناس الصعيد بعكس النظرة إلي الأتراك. وقد دافعوا عن الصعيد. المسلسل أهتم بالقبيلة لا الصعيد. وقد قام الصعيد بالعديد من الثورات. أما أن يتحول ابن عم همام إلي خائن له. فهذا الأمر لم يحدث. وشيخ العرب همام مات في معركة وهو يمتشق سيفه. ولم يمت في بيته. وقد اعتبره الناس وليا. وله شواهد في أصفون المطاعنة وإسنا. وقتل في جاموله وله شاهد هناك. وقد اتخذ شيخ العرب من إخميم مركزاً للحكم. ولاحظت أن المسلسل قد اختلق شخصية الشاعر. وكأنه ابن عروس. شخصية لا معني لها في الدراما. وهو أمر معيب. وعندما شاهدت الحلقات الأولي تألمت. ثم استجبت لنصيحة ابني أن أتابع مشاهدة المسلسل. أتصور أن المؤلف لم يبحث موضوعه بالشكل الكافي. هناك كتب. وهناك راسلة جامعية عن شيخ العرب. حتي اختيار يحيي الفخراني لم يكن موفقاً. فالرجل بدأ حياته وهو في العشرين. بينما الفخراني يبدو في الستين. وهي سن وفاة شيخ العرب. همام كان فارساً. يحارب علي فرسه. ويقود الجيش. لكنني لم أر يحيي الفخراني إلا جالساً. أو سائراً. أو بين زوجتيه. وعلي بك الكبير لم يكن بهذا السوء. الرجل كان قد استقل بمصر من قبل أن يغزوها الفرنسيون.
قلنا: اتهام آخر بأنك صاحب الأعمال الوحيدة الرواية الوحيدة سيرة الشيخ نور الدين. والمسرحية الوحيدة "الخماسين".
قال: أنا لم أكتب رواية واحدة لكنني كتبت 11 رواية. وكتبت العديد من المسرحيات قبل أن أبلغ الخامسة عشرة. وفي 1958 كتبت "الخرافة الكبري" وعلق عليها د. علي الراعي بأن أحمد شمس الدين الحجاجي من هؤلاء الشباب كنت شاباً آنذاك الذين يسيرون علي أرض تسير فوقها الملائكة!. المشكلة أنه كلما كتبت تبين لي أني لم أشعر بالرواية. فأمزقها. وعلي سبيل المثال فإن مسرحية "الطريق طوله 15 ألف ميل" كتبتها في أمريكا. وقرأها عبدالغفار مكاوي. وكتبت عنها كلاماً طيباً. لكنني لم أنشرها!. وكتبت مسرحية في المسرح الشعري. وقد أشاد بها صديقي وزميلي الأستاذ المتخصص د. نعمان القاضي. لكنني لم أفكر في نشرها. لم أحب من رواياتي إلا سيرة الشيخ نور الدين. لابد أن أحب ما أكتبه كشرط ساس للنشر. بالإضافة إلي أن البحث العلمي أخذ مني وقتاً طويلاً. وأيضاً التدريس للطلاب. وهو أمر أحبه للغاية.
قلنا: اتهام آخر بأنك لم تعد تشارك بالفعالية المطلوبة في المؤتمرات الأدبية؟
قال: لم يعد هناك إنجازات كبيرة للمؤتمرات. هي يجب أن تناقش القضايا السياسية وعلاقتها بالأدب والواقع المتردي الذي نحياه. لكنني لا أتصور أن نناقش الآن قضية دور الشعر في المجتمع. أو القصة. و الرواية. في مؤتمر عقد بالإسكندرية مؤخراً لم يكن هناك من يهتم بحضور الندوات أو الجلسات. مجرد مجموعة من الأصدقاء يدور بينهم حوار. المسألة شكلية في عملية الحضور. إنها مثل رحلات الكشافة. لابد أن تتغير.
قلنا: كيف يتم هذا التغيير؟
قال: عن طريق لجان كثيرة تناقش مدي الاستفادة من هذه المؤتمرات. فلابد من إفادة المجتمع. لا مجرد مجموعة من المنتفعين من قيام مؤتمر. بالإضافة إلي أني لم أعد أثق في اللجان. لأن لها حساباتها هي أيضاً وفي النهاية يكون المؤتمر مثل فرح العمدة. في العالم كله المؤتمرات لها مواعيد محددة. وعنوان بعينه. أما أن يعقد مؤتمر لنقرأ فيه بضع قصص أو قصائد شعر. فهذا يصلح لمؤتمر اليوم الواحد. من قال إن مؤتمرات الادباء يجب أن يكون لها أبحاث. الأبحاث الأكاديمية تصدر عن مؤتمرات الجامعة.. لكن يمكن أن تقدم في المؤتمرات الأدبية وجهات نظر مختلفة. نحن عشنا سنوات طويلة من الرط والدش ثم لا شئ. لم يناقش أحد ظاهرة الشللية التي أوقعتنا فيما نحن فيه من إبراز من قد يكونون أقل موهبة عن سواهم من الأكثر موهبة. هذه السلبيات أمر مؤلم للغاية. صحيح هناك بعض الإيجابيات. لكننا للأسف لم نلتفت إلي السلبيات التي تراكمت بمرور السنين. وهناك من أفاد من هذه المؤتمرات. حيث كتب قصيدة تافهة. بوهم أنه سيعبر بها محيطه الإقليمي إلي محيطه القومي الواسع. كل هذه مشكلات تواجه مؤتمرات الأدباء. وعليهم مناقشتها. ولابد من التغيير إن أرادوا الاستمرار!
قلنا: ما يشغلك الآن؟

0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك بدون تسجيل