الثلاثاء، 17 فبراير 2009

القاصة المصرية ابتهال الشايب مفاجأة الأمسية القصصية




أحيا نادي القصة في اتحاد كتاب الإمارات أيامه الثقافية في مدينة الأقصر المصرية للفترة من 18 - 22 بدعوة من نادي الأدب المصري في مدينة الأقصر التاريخية، وحفلت أيام الوفد الذي ترأسه القاص إبراهيم مبارك وعدد من أدباء الإمارات وأعضاء النادي من الأدباء العرب بمنهاج أدبي ثقافي سياحي احتفالي شعبي على مدار الأيام.
وكان برنامج هذه الأيام مكتظاً بالأمسيات الشعرية والقصصية والندوات الفكرية شارك فيه عدد كبير من أدباء الأقصر والقاهرة والإمارات وسوريا والعراق والسودان في وحدة أدبية جامعة قوامها التعرف على نتاج الآخر والتفاعل معه واكتساب الخبرات الفنية والثقافية بما يعزز أرصدة الجميع في تفاعل ثقافي حر عبر القصة والقصيدة في ندوات مفتوحة حضرها جمهور غفير كان فوق العادة، بما يشي أن مدينة الأقصر الأثرية هي مدينة ذات عمق حضاري وثقافي يتطلع سكانها إلى المزيد من مثل هذه اللقاءات المباشرة.
وبالمقابل فإن أدباء الإمارات قدموا الكثير من النتاجات القصصية والشعرية التي عبّرت عن قيم فنية مختلفة رصدت الواقع المحلي ومتغيراته السريعة؛ فالقاص إبراهيم مبارك وإن اكتفى بكلمته كرئيس للوفد وقد عبّر فيها عن تطلع ثقافي مستمر بين نادي الأدب في الأقصر واتحاد كتاب الإمارات.
لكنه أعرب عن رغبته في توقيع بروتوكول للتعاون الثقافي بين نادي القصة في الإمارات وهيئة قصور الثقافة في مصر بحيث ينظم هذا البروتوكول أوجه التعاون المشترك في النشر والأبحاث وعقد الندوات وتبادل الزيارات، وقدم مبارك درع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى كل من اللواء سمير فرج، رئيس مجلس مدينة الأقصر، والدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة قصور الثقافة، والشاعر محمد جاد المولى، رئيس نادي الأدب في الأقصر.
وبدوره أهدى د.أحمد مجاهد إبراهيم مبارك درع هيئة قصور الثقافة، كما أهداه إلى الدكتور سمير فرج، والذي أهدى من جانبه ميدالية تذكارية من مدينة الأقصر لأعضاء الوفد الإماراتي، ثم زار وفد من المبدعين الإماراتيين والعرب مكتبة مبارك التي تعتبر الأكبر تخصصا في علوم المصريات، ومن خلال عرض «الكلتشرراما» استمتع الضيوف بومضات من تاريخ مصر والأقصر منذ عصر الدولة القديمة وحتى العصر الحالي.
وفي إطار المشاركات المختلفة لأعضاء الوفد كانت للسيد ناصر العبودي أكثر من مداخلة في الندوات المفتوحة، وتألقت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد في أمسيتين شعريتين وهي تقرأ مختارات من قصائدها لاسيما قصيدتها (عطش حسين) التي نالت إعجاب الحاضرين لتوريتها الاسمية.
فيما ذهبت القاصة الإماراتية عائشة عبدالله إلى قراءتين قصصيتين في أمسيتين مختلفتين أثمرتا عن تسجيل موهبة قصصية لفتت الأنظار إليها من خلال المداخلات النقدية التي أشار إليها بعض النقاد وكتّاب القصة، فيما كان القاص علي الحميري أكثر المشاركين حرصاً في الحنين إلى المكان القديم قبل أن يتغير بفعل عوامل الزمن ودخول التكنولوجيا الحديثة، وهو الآخر لفت الأنظار إلى قصصه التي قرأها .
وهذا ما أكده عدد من أدباء الأقصر والقاهرة الذين شاركوا في تقييم القراءات على أن القاصة المصرية ابتهال الشايب كانت مفاجأة الأمسية القصصية الأولى فقد كانت أصغر قاصة موهوبة (20 سنة) تعتلي خشبة المسرح وتقرأ أولى قصصها بثقة عالية!
القصيدة على ظهر النيل
الأدباء العرب الذين انضموا إلى الوفد الإماراتي كانت مشاركاتهم نوعية هي الأخرى لاسيما في القصة القصيرة، فالقاص إسلام أبو شكيّر نال الإعجاب بقراءته عبر مشاركتين قصصيتين وكذا الأمر مع القاص السوداني ناجي محمد نوراني الذي تمحورت قصصه في استكناه البيئة المحلية .
وهذا ما أشار إليه القاص سيد الوكيل من القاهرة الذي أدار الأمسية القصصية الأولى، فيما ذهب القاص وارد بدر السالم إلى قراءة النسق الثقافي في أرصفة دبي في محور المائدة المستديرة وعالمية المدن «دبي والأقصر»، أما الشاعرة العراقية كريمة كاظم فقرأت عدداً من قصائدها في أصبوحة شعرية حرص منظموها أن تكون على مركب صغير في نهر النيل!
وهذه الأصبوحة اجتذبت عدداً من شعراء مصر الذين تفاعلوا مع الجو الشاعري العام، فقدم أحمد فضل شبلول بعضاً من قصائده ومثله مأمون الحجاجي وحسين القباحي وفتحي عبدالسميع وبكري عبدالحميد ودرويش الاسيوطي.
كما استضاف «قصر ثقافة الطود» الوفد الإماراتي باحتفالية شعبية وغنائية وفي أمسية شعرية مختلطة قرأ فيها الشاعر المعروف محمد خربوش قصائد «الواو» المعروفة في الصعيد المصري وانضمت الإماراتية الهنوف محمد إلى هذا الجو الاحتفالي ببعض قصائدها بمشاركة واسعة من أدباء الأقصر منهم علية طلحة ومحمد جاد المولى ومحمود مغربي وأشرف فرج وبسام الشاعر ومحمد كامل ومحمد النوبي وآخرون.
سياحة حضارية
بين القصيدة والقصة احتفاليات تعددت في أمكنة مختلفة من مدينة الأقصر، ويمكن رصد الحرص الكبير من منظمي هذه الأيام؛ لاسيما الشاعر حسين القباحي؛ على أن تكون شاملة يكتنفها الطابع الشعبي لذلك كانت الأجواء مفتوحة على جمهور متعدد المشارب والاهتمامات في متابعاته اليومية لأنشطة الوفد الإماراتي، وترافقاً مع هذه النشاطات الأدبية كانت هناك نشاطات سياحية لا تقل أهمية عنها.
بل كانت في محور واهتمامات الوفد الإماراتي في زيارة المتاحف والبر الغربي العجيب بمقابره الملكية المدفونة تحت الجبال بعيداً عن فيضانات نهر النيل، وكانت هذه المقابر مثار اهتمام الوفد الذي اطلع على حقب تاريخية مختلفة من التاريخ المصري عبر بوابة الأقصر الأثارية، وربما كانت زيارة وادي الملوك هي الأكثر متعة وجمالاً وأهمية في معاينة النوع الثقافي الحضاري عبر الهندسة المعقدة لقبور الملوك الفراعنة.
الأقصر ـ وارد بدر السالم

0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك بدون تسجيل