تألقت القصة القصيرة في أيام الإمارات الثقافية بمدينة الأقصر المنعقدة منذ الأحد 18 يناير/ كانون الثاني الجاري وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه، وذلك بعد أن تسيَّد الشعر في أكثر من أمسية وأكثر من لقاء وسط حضور جماهيري كثيف سواء في مدينة الأقصر أو قرية الطود التي خرج منها المئات في تظاهرة محلية غير مسبوقة لاستقبال الكتاب والأدباء المصريين والكتاب العرب من أبناء الإمارات أو الذين يعملون هناك.
وعبَّر أكثر الشعراء المشاركين عن رؤيتهم للحرب على غزة وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للدمار والإبادة والوحشية والمجاذر الإسرائيلية، كما جاءت العروض الفنية مثل أوبريت "حلاوة روح"، وأوبريت "ليلة فلسطينية" والعرض الفني "محكى الربابة"، و"فن الواو" الزجلي، وفرقة "كورال الأطفال" لتسير في الاتجاه نفسه.
واستطاع عبدالحكم محمد عبد ربه مدير قصر ثقافة الأقصر أن يقدم وجبات فنية ممتعة بقصر ثقافة الطود الذي تبرع بأرضه المستشار السياحي المصري السابق في روما عبدالحميد يحيى ابن الأقصر، وهو ما يذكرنا بتبرع الكاتب الكبير بهاء طاهر ابن الأقصر أيضا بقطعة أرض لتشييد قصر ثقافة جديد عليها لأبناء الأقصر.
***
وجاءت الأمسية القصصية الأولى التي أقيمت بإحدى قاعات المجلس الأعلى للأقصر، وقدمها الناقد السيد الوكيل، لتكون واحدة من أهم فعاليات أيام الثقافة الإماراتية حيث شارك فيها من كتاب الإمارات والكتاب العرب الذين يعملون بالإمارات، وجميعهم أعضاء في اتحاد كتاب وأدباء دولة الإمارات، وهم: علي الحميري، وعائشة عبدالله (الإمارات)، وإسلام أبو شكير (سوريا)، وناجي نوراني (السودان) إلى جانب عدد من كتاب القصة في الأقصر من أجيال مختلفة، وهم: ابتهال الشايب، وبستاني علي إبراهيم، ومحمود مرعي، وحشمت يوسف.
وقرأ كل منهم قصة أو أكثر، وجاء التعليق النقدي المواكب لهذه الأعمال القصصية لتؤكد ازدهار فن القصة القصيرة سواء في الإمارات أو في مصر من خلال الأعمال التي قرئت والتي شارك في التعليق عليها الأدباء والكتاب د. أحمد شمس الدين الحجاجي، وفتحي عبدالسميع، وحسين القباحي، والسيد الوكيل، حيث كان السرد على درجة عالية من الرقي والجودة.
وتحدث د. شمس الدين الحجاجي عن خصوصية المكان وخصوصية الأمة كلها، وأشار إلى الأسطورة ومكانتها لدى الكاتب والتي تمثل في الغالب واقع الكاتب نفسه، كما أشار إلى الكتابة في صعيد مصر، وأن القصة المحلية هي بداية العالمية، وضرب أمثلة بالكاتب السوداني الطيب صالح، وابن الأقصر يحيى الطاهر عبدالله الذي عبر عن أزمة المكان في عمل من أهم أعماله هو "الطوق والأسورة"، ومحمد مستجاب الذي نقد أسوأ ما في بيئته عندما كتب "التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ".
وعلق الحجاجي على قصة حشمت يوسف والتي جاءت بعنوان "ضريح الشيخ عيد فانوس" وقال إنها أسطورة إسلامية مسيحية يتماهى فيها الخضر مع ماري جرجس، وأشار إلى أن هناك تحريكا للأسطورة في تلك القصة.
وقال فتحي عبدالسميع عن قصة الكاتب الإماراتي علي الحميري "ثنيات البحر" إن السرد فيها على درجة عالية من الرقي، وأن اللغة المكتوبة بها القصة لغة فخمة وعالية المستوى، وأن هناك درجة من الوعي والخبرة والمهارة والتفاعل مع العناصر الأسطورية.
أما قصص عائشة عبدالله القصيرة جدا ومنها "وجوه صامتة" ففيها التقاط لبعض التفاصيل الشعرية الحميمة قدمت بمنتهى البساطة، وأشار إلى أن الحالة الرمزية في بعض قصصها تُبرز الداخلي، كما تُبرز فكرة التجاعيد على الوجوه، وأن الكاتبة نجحت في استخدام عين الطفل للحكم على تلك الوجوه الصامتة.
وعلق عبدالسميع على القصة التي قرأها الكاتب السوري إسلام أبو شكير وعنوانها "ديجيتال" بأن الكاتب استلبنا من خلال سلاسة وطزاجة وعذوبة سرده، وأن هناك مجموعة من المهارات تقف وراء القصة استطاعت أن تقدم مشاهد حية من المستقبل، أو ما سوف يحدث للشخصية، ومن تلك المهارات الوصول إلى عكس البداية، فالنهاية صنعها سرد التفاصيل الداخلية الدقيقة للشخصية، والتشكك في النفي من خلال فعل السرد.
أما الكاتب السوداني ناجي نوراني فقد أشار فتحي عبدالسميع إلى أنه يقبض على لحظة تاريخية معينة هي ما بعد رحيل الأب، ومحاولة محو تفاصيل المكان لمحو صورة الأب وتغيير ملامحه. وقد فعل نوراني ذلك في قصته من خلال لغة شفيفة وبسيطة تتمتع ببعض التفاصيل الشعرية. وقد استطاع الكاتب تحويل اللحظة إلى أسطورة، أو أسطرة اللحظة، بحيث يتجمد التاريخ وتتجمد الحياة.
***
وفي تعليقه على القصة القصيرة في الأقصر ركز حشمت يوسف في ورقته على بهاء طاهر ويحيى الطاهر عبدالله، فأوضح أن المناخ الذي أكسب القاص فنيات الحكي والقص، في جيل ما قبل التلفزيون هو الحكاوي أو (الحكيوة) وعالم الثنائيات مثل الخير والشر أو البطل الشجاع والجبان، حيث تختلف آلية السرد من راوٍ إلى آخر، وعلى هذا تربى كتاب القصة والرواية في الأقصر.
وأشار حشمت إلى أن يحيى الطاهر عبدالله عاش في هذا الواقع وانعمس فيه، وأكد أن أيديولوجية يحيى الطاهر عبدالله تختلف عن أيديولوجية بهاء طاهر، فيحيى ـ من وجهة نظره ـ ماركسي ينتمى إلى منهج الواقعية الاشتراكية، التي تنظر إلى المجتمع نظرة طبقية، وضرب مثلا بقصة "حكاية على لسان كلب" مشيرا إلى الرؤية الكلبية للطبقات التي ينطلق منها يحيى الطاهر.
أما بهاء طاهر ـ من وجهة نظر يوسف ـ فينطلق من القومي، وروايته "الحب في المنفى" تشير إلى ذلك، فهو إذن ليبرالي قومي، وعاش فترة صعود الحلم الناصري وتعايش معه، ثم أفاق على ما صدم كل الجيل في 1967 ولكنه لم يتخل عن النضال الوطني، ويرى جيدا التعصب الغربي ضد الأجناس الأخرى.
ويرى حشمت يوسف أن بهاء طاهر يعيش على ثقافة سمعية عن واقع الصعيد في مصر.
***
وفي دورة قصصية أخرى قرأ علي الحميري قصته "طائر طنان ملون"، وقرأت عائشة عبدالله قصصا قصيرة جدا منها "رائحة الخبز"، وقرأ ناجي موراني قصة بعنوان "لا تذهب إلى الموت وحيدا"، بينما قرأ إسلام أبوشكير قصة بعنوان "وأخرى سوداء"، وختم حشتمت ناجي بقصة "ليه بتبهج وأنت زهر حزين".
وعلق الناقد السيد الوكيل على مجمل هذه القصص، باحثا عن القوانين التي تتحرك من خلال السرد نفسه أكثر من بحثه عن التفاصيل، وأشار إلى أن منطق السرد عن إسلام أبو شكير هو الحكي نفسه عن الذات، فالسارد حاضر دائما في السرد، وهذا المنطق يستتبعه طابع غنائي، ويربط التجربة الذاتية بنوع من الشجن يفضي إلى ملامح رومانسية في قصصه.
بينما منطق التشكيل نجده عند ناجي موراني، وأشار الوكيل إلى أن هذا المنطق يوجد مساحة في الزمن يعمد الكاتب إلى ملئها أو تشكيلها بالحركة والشخصيات من خلال مجموعة من العلامات التي يحركها المنطق التشكيلي.
وتحدث الوكيل عن موقف السارد ابن المدن الطرفية في قصة حشمت يوسف، وعلاقته بالمركز، مؤكدا أن هذا الموقف انتقل إلى القصة القصيرة أكثر من الرواية، مشيرا إلى أن الكاتب لا يزال مرتبطا بالأقصر وموقفه من المدينة أكثر تطورا من يحيى الطاهر عبدالله، حيث يوجد جدل عال جدا بين الشخصيات، وبين المتخيل السردي، والمتخيل الحقيقي.
وأكد الشاعر درويش الأسيوطي أن هناك قاسما مشتركا بين القصص التي قرئت كلها، وهذا القاسم المشترك هو أن الكتَّاب على لغة متقاربة تتسم بشاعرية القص.
***
وشارك ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمداخلة حول الاتحاد الذي تأسس عام 1984 كاتحاد مستقل يخطط للحركة الأدبية في الإمارات بعيدا عن أية تأثيرات أخرى، وأن الاتحاد يحاول أن يتعامل مع الجانب التقني في الأدب من شعر وقصة ورواية ومسرح، وأنه يضم حاليا أكثر من 200 عضو من أبناء الإمارات والعرب الذين يعملون بالإمارات، وأشار إلى أن هناك نحو 80 عضوا من المواطنين الإماراتيين، والبقية من الكتاب العرب المقيمين، والذين قد تنتهي عضويتهم بعودتهم إلى بلادهم بعد انتهاء مدة عملهم أو تعاقدهم.
وأوضح العبودي أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يصدر مجلتين هما: "شئون أدبية" التي تعود بعد انقطاع برئاسة تحرير الكاتب العراقي عبدالإله عبدالقادر، ومجلة "دراسات" التي تهتم بالدراسات الإنسانية المختلفة.
وأشار إلى أن طباعة الأعمال بالاتحاد تكون عن طريق لجنة النشر، وأن هناك مجلة جديدة في الطريق إلى الصدور تعنى بالسرد، وهي مجلة "بيت السرد".
وقال العبودي إن نادي القصة الذي ينتمى إلى الاتحاد تأسس منذ حوالي 16 عاما، وهو نادي تدريبي، أو ورشة للقصة القصيرة والرواية وتعقد جلساته كل أربعاء بدون انقطاع طوال تاريخه، وأن هناك ناديا للشعر أيضا.
وأكد ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن الاتحاد له الصفة الاتحادية على مستوى دولة الإمارات كلها، وليس اتحادا لإمارة دون الأخرى.
أحمد فضل شبلول ـ الأقصر
وعبَّر أكثر الشعراء المشاركين عن رؤيتهم للحرب على غزة وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للدمار والإبادة والوحشية والمجاذر الإسرائيلية، كما جاءت العروض الفنية مثل أوبريت "حلاوة روح"، وأوبريت "ليلة فلسطينية" والعرض الفني "محكى الربابة"، و"فن الواو" الزجلي، وفرقة "كورال الأطفال" لتسير في الاتجاه نفسه.
واستطاع عبدالحكم محمد عبد ربه مدير قصر ثقافة الأقصر أن يقدم وجبات فنية ممتعة بقصر ثقافة الطود الذي تبرع بأرضه المستشار السياحي المصري السابق في روما عبدالحميد يحيى ابن الأقصر، وهو ما يذكرنا بتبرع الكاتب الكبير بهاء طاهر ابن الأقصر أيضا بقطعة أرض لتشييد قصر ثقافة جديد عليها لأبناء الأقصر.
***
وجاءت الأمسية القصصية الأولى التي أقيمت بإحدى قاعات المجلس الأعلى للأقصر، وقدمها الناقد السيد الوكيل، لتكون واحدة من أهم فعاليات أيام الثقافة الإماراتية حيث شارك فيها من كتاب الإمارات والكتاب العرب الذين يعملون بالإمارات، وجميعهم أعضاء في اتحاد كتاب وأدباء دولة الإمارات، وهم: علي الحميري، وعائشة عبدالله (الإمارات)، وإسلام أبو شكير (سوريا)، وناجي نوراني (السودان) إلى جانب عدد من كتاب القصة في الأقصر من أجيال مختلفة، وهم: ابتهال الشايب، وبستاني علي إبراهيم، ومحمود مرعي، وحشمت يوسف.
وقرأ كل منهم قصة أو أكثر، وجاء التعليق النقدي المواكب لهذه الأعمال القصصية لتؤكد ازدهار فن القصة القصيرة سواء في الإمارات أو في مصر من خلال الأعمال التي قرئت والتي شارك في التعليق عليها الأدباء والكتاب د. أحمد شمس الدين الحجاجي، وفتحي عبدالسميع، وحسين القباحي، والسيد الوكيل، حيث كان السرد على درجة عالية من الرقي والجودة.
وتحدث د. شمس الدين الحجاجي عن خصوصية المكان وخصوصية الأمة كلها، وأشار إلى الأسطورة ومكانتها لدى الكاتب والتي تمثل في الغالب واقع الكاتب نفسه، كما أشار إلى الكتابة في صعيد مصر، وأن القصة المحلية هي بداية العالمية، وضرب أمثلة بالكاتب السوداني الطيب صالح، وابن الأقصر يحيى الطاهر عبدالله الذي عبر عن أزمة المكان في عمل من أهم أعماله هو "الطوق والأسورة"، ومحمد مستجاب الذي نقد أسوأ ما في بيئته عندما كتب "التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ".
وعلق الحجاجي على قصة حشمت يوسف والتي جاءت بعنوان "ضريح الشيخ عيد فانوس" وقال إنها أسطورة إسلامية مسيحية يتماهى فيها الخضر مع ماري جرجس، وأشار إلى أن هناك تحريكا للأسطورة في تلك القصة.
وقال فتحي عبدالسميع عن قصة الكاتب الإماراتي علي الحميري "ثنيات البحر" إن السرد فيها على درجة عالية من الرقي، وأن اللغة المكتوبة بها القصة لغة فخمة وعالية المستوى، وأن هناك درجة من الوعي والخبرة والمهارة والتفاعل مع العناصر الأسطورية.
أما قصص عائشة عبدالله القصيرة جدا ومنها "وجوه صامتة" ففيها التقاط لبعض التفاصيل الشعرية الحميمة قدمت بمنتهى البساطة، وأشار إلى أن الحالة الرمزية في بعض قصصها تُبرز الداخلي، كما تُبرز فكرة التجاعيد على الوجوه، وأن الكاتبة نجحت في استخدام عين الطفل للحكم على تلك الوجوه الصامتة.
وعلق عبدالسميع على القصة التي قرأها الكاتب السوري إسلام أبو شكير وعنوانها "ديجيتال" بأن الكاتب استلبنا من خلال سلاسة وطزاجة وعذوبة سرده، وأن هناك مجموعة من المهارات تقف وراء القصة استطاعت أن تقدم مشاهد حية من المستقبل، أو ما سوف يحدث للشخصية، ومن تلك المهارات الوصول إلى عكس البداية، فالنهاية صنعها سرد التفاصيل الداخلية الدقيقة للشخصية، والتشكك في النفي من خلال فعل السرد.
أما الكاتب السوداني ناجي نوراني فقد أشار فتحي عبدالسميع إلى أنه يقبض على لحظة تاريخية معينة هي ما بعد رحيل الأب، ومحاولة محو تفاصيل المكان لمحو صورة الأب وتغيير ملامحه. وقد فعل نوراني ذلك في قصته من خلال لغة شفيفة وبسيطة تتمتع ببعض التفاصيل الشعرية. وقد استطاع الكاتب تحويل اللحظة إلى أسطورة، أو أسطرة اللحظة، بحيث يتجمد التاريخ وتتجمد الحياة.
***
وفي تعليقه على القصة القصيرة في الأقصر ركز حشمت يوسف في ورقته على بهاء طاهر ويحيى الطاهر عبدالله، فأوضح أن المناخ الذي أكسب القاص فنيات الحكي والقص، في جيل ما قبل التلفزيون هو الحكاوي أو (الحكيوة) وعالم الثنائيات مثل الخير والشر أو البطل الشجاع والجبان، حيث تختلف آلية السرد من راوٍ إلى آخر، وعلى هذا تربى كتاب القصة والرواية في الأقصر.
وأشار حشمت إلى أن يحيى الطاهر عبدالله عاش في هذا الواقع وانعمس فيه، وأكد أن أيديولوجية يحيى الطاهر عبدالله تختلف عن أيديولوجية بهاء طاهر، فيحيى ـ من وجهة نظره ـ ماركسي ينتمى إلى منهج الواقعية الاشتراكية، التي تنظر إلى المجتمع نظرة طبقية، وضرب مثلا بقصة "حكاية على لسان كلب" مشيرا إلى الرؤية الكلبية للطبقات التي ينطلق منها يحيى الطاهر.
أما بهاء طاهر ـ من وجهة نظر يوسف ـ فينطلق من القومي، وروايته "الحب في المنفى" تشير إلى ذلك، فهو إذن ليبرالي قومي، وعاش فترة صعود الحلم الناصري وتعايش معه، ثم أفاق على ما صدم كل الجيل في 1967 ولكنه لم يتخل عن النضال الوطني، ويرى جيدا التعصب الغربي ضد الأجناس الأخرى.
ويرى حشمت يوسف أن بهاء طاهر يعيش على ثقافة سمعية عن واقع الصعيد في مصر.
***
وفي دورة قصصية أخرى قرأ علي الحميري قصته "طائر طنان ملون"، وقرأت عائشة عبدالله قصصا قصيرة جدا منها "رائحة الخبز"، وقرأ ناجي موراني قصة بعنوان "لا تذهب إلى الموت وحيدا"، بينما قرأ إسلام أبوشكير قصة بعنوان "وأخرى سوداء"، وختم حشتمت ناجي بقصة "ليه بتبهج وأنت زهر حزين".
وعلق الناقد السيد الوكيل على مجمل هذه القصص، باحثا عن القوانين التي تتحرك من خلال السرد نفسه أكثر من بحثه عن التفاصيل، وأشار إلى أن منطق السرد عن إسلام أبو شكير هو الحكي نفسه عن الذات، فالسارد حاضر دائما في السرد، وهذا المنطق يستتبعه طابع غنائي، ويربط التجربة الذاتية بنوع من الشجن يفضي إلى ملامح رومانسية في قصصه.
بينما منطق التشكيل نجده عند ناجي موراني، وأشار الوكيل إلى أن هذا المنطق يوجد مساحة في الزمن يعمد الكاتب إلى ملئها أو تشكيلها بالحركة والشخصيات من خلال مجموعة من العلامات التي يحركها المنطق التشكيلي.
وتحدث الوكيل عن موقف السارد ابن المدن الطرفية في قصة حشمت يوسف، وعلاقته بالمركز، مؤكدا أن هذا الموقف انتقل إلى القصة القصيرة أكثر من الرواية، مشيرا إلى أن الكاتب لا يزال مرتبطا بالأقصر وموقفه من المدينة أكثر تطورا من يحيى الطاهر عبدالله، حيث يوجد جدل عال جدا بين الشخصيات، وبين المتخيل السردي، والمتخيل الحقيقي.
وأكد الشاعر درويش الأسيوطي أن هناك قاسما مشتركا بين القصص التي قرئت كلها، وهذا القاسم المشترك هو أن الكتَّاب على لغة متقاربة تتسم بشاعرية القص.
***
وشارك ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمداخلة حول الاتحاد الذي تأسس عام 1984 كاتحاد مستقل يخطط للحركة الأدبية في الإمارات بعيدا عن أية تأثيرات أخرى، وأن الاتحاد يحاول أن يتعامل مع الجانب التقني في الأدب من شعر وقصة ورواية ومسرح، وأنه يضم حاليا أكثر من 200 عضو من أبناء الإمارات والعرب الذين يعملون بالإمارات، وأشار إلى أن هناك نحو 80 عضوا من المواطنين الإماراتيين، والبقية من الكتاب العرب المقيمين، والذين قد تنتهي عضويتهم بعودتهم إلى بلادهم بعد انتهاء مدة عملهم أو تعاقدهم.
وأوضح العبودي أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يصدر مجلتين هما: "شئون أدبية" التي تعود بعد انقطاع برئاسة تحرير الكاتب العراقي عبدالإله عبدالقادر، ومجلة "دراسات" التي تهتم بالدراسات الإنسانية المختلفة.
وأشار إلى أن طباعة الأعمال بالاتحاد تكون عن طريق لجنة النشر، وأن هناك مجلة جديدة في الطريق إلى الصدور تعنى بالسرد، وهي مجلة "بيت السرد".
وقال العبودي إن نادي القصة الذي ينتمى إلى الاتحاد تأسس منذ حوالي 16 عاما، وهو نادي تدريبي، أو ورشة للقصة القصيرة والرواية وتعقد جلساته كل أربعاء بدون انقطاع طوال تاريخه، وأن هناك ناديا للشعر أيضا.
وأكد ناصر العبودي أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن الاتحاد له الصفة الاتحادية على مستوى دولة الإمارات كلها، وليس اتحادا لإمارة دون الأخرى.
أحمد فضل شبلول ـ الأقصر
0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك بدون تسجيل