الحسانى |
الشاعر الأقصرى “الحساني حسن عبدالله” أحد الأصوات الشعرية المؤثرة في جيل الستينيات كان له حضوره القوي في الوسط الشعري المصري، خاصة أنه كان من الأصوات الشعرية المؤيدة للقصيدة العمودية في وقت كثرت الدعوة فيه للشعر الحر، وقد عمل على إدخال العديد من التجديدات في القصيدة العمودية، وبرغم ذلك نجد له عدة مقالات في الستينيات عن عروض الشعر الحر، فهو ناقد و باحث في التراث، تداولت أخبار مؤخرا على اقتراب خروجه من السجن بعد قضاء عقوبة السجن المؤبد..وكالة أنباء الشعر التقت بأصدقاء الشاعر الكبير ورفاق دربه للتعرف منهم على مشوار شاعر أدى غيابه عن الساحه الثقافية إلى خروج أجيال جديدة لا تعرفه، خاصه أن أعماله المطبوعة قليلة جدا….والوكالة بدورها أجرت هذا التحقيق حول الشاعر المصري الكبير.
البداية كانت بأحد شعراء جيله المعاصرين وهو الشاعر المصري عبد المنعم عواد يوسف، والذي أكد أن حساني حسن عبدالله كان من أهم الشعراء المصريين في جيله ويكفيه أنه حصل على جائزة الدولة التشجيعية في أوائل أيامها، وكان حساني قريبا جدا من العقاد.
وحول محنة السجن قال: الحساني يقضي عقوبة السجن المؤبد في قضية مخدرات والغالبية الغظمى ترى أن القضية لفقت له، فقد بثوا له المخدرات وأرسلوها لزوجته، وما ان وصل حساني المنزل حتى قدم رجال الشرطة ليجدوا اللفافة في منزله، ليقبض عليه ويودع في السجن ويحكم عليه بالسجن المؤبد.
وحول السبب في ذلك يقول عواد يوسف أن حساني كانت طموحاته كبيرة جدا، وكانت له مشاريعه التجارية الكثيرة، ويبدوا أنه كانت هناك مشكلة مع أحد العاملين في المجال دفعتهم للإنتقام منه فلفقوا له هذه القضية لكن يبدو أن الأمر كان كبير جدا وكانوا يودون الانتقام منه بشدة، فقد لفقوا له ربع كيلو هروين أي ما يعادل ربع مليون جنية وهو مبلغ كبير جدا.
ويضيف أن القضية هذه كانت غريبة جدا، وليس هناك من يعرف الحقيقة أو يقف عليها، لكن حتى لوكان الأمر على عكس ذلك فهو لا يمنع أننا أمام شاعر كبير ومهم وكان له أعماله الشعرية المؤثرة.
ويلتقط الناقد الأدبي د.عبد المنعم تليمة أطراف الحديث ليؤكد على أهمية حساني حسن عبد الله الشعرية، وأنه واحد من أبناء جيله، وليس هذا فحسب بل هو أحد زملائه وقد التقوا في جامعة القاهرة وكان حساني في دار العلوم بينما كان تليمه بكلية الآداب، وقد عرفه عليه صديقه الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، ووقتها عرفه شاعرا متمكنا من لغته وتعبيراته الرصينة، وله ديوان كلاسيكي بعنوان”عِفت سكون النار”هذا الديوان لفت النظر إليه بشكل كبير وبه حصل على جائزة الدولة التشجيعية، في بداية السبعينيات تقريبا، وإضافة إلى كونه شاعر فلديه عدد من الكتابات النقدية.
ويقول تليمة حقيقة أنا لم أعرف بخبر سجنه، واعتبرت ان غيابه المفاجيء هذا جاء نتيجة سفره للخارج، ممثلما يفعل العديد من الكتاب المصريين لكنه لأول مرة يسمع عن ذلك من خلال اتصالنا به، لكنه كان شاعر مهم عرف بإلتزامه بالشعر العمودي التقليدي في الوقت الذي اتجه فيه الشعراء من أبناء جيله إلى التفعيلة، ودخل في العديد من الصراعات، وذلك لحرصه على العمودي ودفاعه عنه.
ويضيف الناقد والشاعر د.جابر قميحة أن حساني حسن عبد الله كان موهبة شعرية فذة، التقاه في رابطة أبناء دار العلوم، وهو شاعر ذو مكانه شعرية فذه تجربيه كانت من أهم التجارب، لكنه للأسف لس لدية عدد من الدواوين المطبوعة، فقد كان مقل في ذلك جدا، ومع ذلك فإن تجربته الشعرية كان مهمة جدا.
وفي النهاية يحدثنا الدكتور أحمد شمس الدين الجاجي الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة ورفيق دربه عن صديقه وعلاقته به ويسلط لنا الضوءحول شاعر عده من أعظم شعراء جيله، ويقول: الحساني صديقي تربينا سويا وبدأنا حياتنا الفكرية والشعرية سويا فقد بدأت حياتي شاعرا ثم اتجهت إلى العمل الأكاديمي، تاركا حقول الشعر المزهرة، ويسرد قصته مع صديقه منذ البداية في الأقصر وحتى وصولهم إلى الجامعة حيث دخل صديقه الشاعر إلى كلية دار العلوم، وهو إلى الآداب وظل تلازمهم.
ويقول د.أحمد أنه لا يعتقد أن يتم الإفراج عن صديقه قريبا، مشيرا إلى أنه كان يزوره في بداية دخوله إلى السجن لكنه انقطع عن الزيارة فيما بعد لصعوبة الموضوع على نفسه.
ويضيف الحساني ليس مجرد شاعر بل إنه من أعظم شعراء الفترة التي عايشها فهو من أهم شعراء جيل الستينيات، اما اقلاله من اصدار الدواوين فيأتي ذلك لأن الشاعر لايكتب إلا بعواطفه، وهو إضافة لكونه شاعرا فقد كان مدققا وناقدا، له العديد من المقالات النقدية التي نشرها في مجلة الثقافة، ولعب دور مهم في الحياة الثقافية، حصل على جائزة الدولة التشجيعية، واستطاع ان يطور في الشعر العمودي بشكل حداثي.
أما عن مواقفه فيقول د.أحمد كان له موقف سياسي كبير ضد الناصرية، وكانت علاقته بيوسف السباعي قوية جدا، عمل بالمجلس الأعلى للثقافة والفنون، وكان عازفا عن الشهرة إلى حد كبير وبرغم ذلك فقد كانت تأتيه وحدها.
وعن علاقته بالعقاد يقول كانت علاقة حب، فقد أحب العقاد حب الإبن لأبيه، خاصة وأنه فقد أبيه وهو في سن 13 سنة، لذا عندما قابل العقاد شعر بأنه ابيه وتعامل على هذا الأساس، حتى أنه عندما كتب شوقي ضيف كتابا عن العقاد، غضب الحساني كثيرا من ضيف وكتابه لأنه رأى أن الكتاب لم يعطي للعقاد حقه، فتأثير العقاد فيه كان انسانيا في المقام الأول، وكان في بدايه حياته يرى نفسه وريثا للعقاد، وقد حصل على درجة الماجستير وكانت في علم الجمال عند العقاد وحصل عليها من معهد الدراسات العربية في السبعينيات وكان يشرف على الرسالة د.شكري عياد.
ويضيف د.أحمد أن صديقه كانت له العديد من المعارك الأدبية التي خاضها ويتذكر منها معركته مع عز الدين اسماعيل في مجلة المجلة وكان يرأس تحريرها في ذلك الوقت د.عبد القادر القط، وقد كان قادرا على الردود وله كاريزما وحضور متفرد.
وبتأثر شديد يقول :لقد ذكرتيني بآلام ومواجع كنت أظن أني تغلبت عليها، فانت تتحدثين عن رفيق العمر، وقد حانت القضية بمثابة صدمة ليس لي وحدي بل لكل من كان يعرفه، وقد أعاد هذا الحديث لي آلام كثيرة وذكرني بجلسات المحكمة وجلسة الحكم، وكنت ادام الحضور ولم نتخيل أن تكون النهاية بهذا الشكل فك الله أسره وأعاده إلينا وإلى محبيه وإلى كتاباته من جديد.
وفي حديثه عن الحكم عليه وتلفيق التهمة له ومن صاحب المصلحة يقول “أشرف مروان” هل عرف من قتله إلى الآن بالتأكيد لو عرفنا من قام بذلك لحلت القضية، لكن بالتأكيد هناك أناس خانوه وقدموا له الأزى…قد يكون ذلك صديق خانه أو ليس بصديق..الله أعلم.
ويضيف: حساني كان شخص ودود وأبوه “شيخ عرب”كبير بيته كان دوما مفتوح متعود على الكرم، وبرغم أنه كان من مؤيدي الشعر العمودي إلا أن صداقه كبيرة كانت تجمعه بشعراء جيله فاختلاف الرأي لا يفسد الود وكانت لديه علاقة قوية بـ “صلاح عبد الصبور”، “أحمد عبد المعطي حجازي”، “أمل دنقل”، “فاروق شوشة”، “عبد المنعم عواد يوسف” وغيرهم كثيرين، فالحديث عن حساني حسن عبد الله حدديث مليء بالشعر والشجون فك الله حبسه وأعاده إلينا.
شاهد المزيد على رابط موقع الاقصر اليوم
0 اكـتب تــعليــقـك على الموضوع:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك بدون تسجيل