صغيرًا كنتُ
و قَصَّتْ لي جدرانُ المعبدِ
أنَّ البحرَ سبيلُ الغربةِ
مقبرةُ الفرحْ
أنَّ البحرَ عدوُّ الشمسِ
عدوُّ الطينِ
عدوُّ اللهِ
رماهُ البارئُ بالأحزانِ
و ريحٍ لا تبلى
و بقيدِ الملحْ
مَزَّقَ ضحكتَهُ الفضيةَ
فتناثرَ أشلاءً
غَطَّتْ وجهَ الأرضِ
و كانَ النـَّوحْ
لم أسألْ ما جُرْمُ البحرِ
و لكنــِّي
آثرتُ الصَّفْحْ
ــ 2 ــ
بنتُ البحرِ البيضاءُ أَطَلَّتْ
من شرفاتِ الغيب ِ
و من همسِ الكتب ِ
من فورانِ الحبرِ الناريِّ
علي كَفَّيَّ
على ثوبي
ترسلُ لي نشوتـَها
وصباحًا يحملني
وسبيلاً
أسلكُهُ إليها
إلى النورِ
إلى الحُبِّ
ــ 3 ــ
لازالتْ تَرْقُبُنِي
و ترددُ من أشعاري
تقفزُ فَرَحًا حين يُقَـتـِّلُهُنَّ الحسدُ
و تدعو اللهَ كثيرًا
أَنْ آتي الآنَ فنقتسم سَوِيًّا
ظِلَّ الشجرةِ
لكنـِّي إنْ جئتُ على العادةِ آبى أنْ يأويني الظِّلُّ
أنا رجلٌ
للشمسِ خُلِقْتُ
أنا و الشمسُ صديقانِ حميمانِ فلا نفترقُ
كذلكَ قالتْ أُمِّي
ببلادي
يَرْوونَ كثيرًا
أنَّ رجالاً مثلي سُمْرًا
هُمْ مَنْ صنعوا الشمسَ
و أهدوها للكونْ
أهدوا للكونِ الحُبَّ
مفاتيحَ الجَنـَّةِ
و حدائقَ حِنـَّاءِ
أكتشفُ أخيرًا
أنـِّي و بلادي لا نعرفُ شيئًا مِنْ أمرِ الشمسِ
رحابُ هي الشمسُ
متى ابتسمتْ
تكشفُ لي
عن كُلِّ الأشياءِ
تكشفُ لي عَنـِّي و تـَأْبـَى
إلا أنْ أرخي عيني َّ
فلا أقرأُها عن قربٍ
تـَأْبـَى
أنْ أَهِبَ
لِـغيرِ هديلِ أصابعِها العذبِ
صكوكَ ولائي